يكشف العلماء كيف تساعد أحافير الأسماك التي يبلغ عمرها 34.5 مليون عام في بناء رواسب معدنية أرضية نادرة تستخدم في صنع تلفزيونات LED وتوربينات الرياح وبطاريات قابلة لإعادة الشحن، حيث رصد العلماء في اليابان الرابط المدهش بين الأسماك المتحجرة منذ عشرات الملايين من السنين والآلات التكنولوجية الحديثة.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، انطلق فريق من جامعة طوكيو، بقيادة Junichiro Ohta، لدراسة مجموعة من المعادن المعروفة مجتمعة باسم REY، أو معادن الأرض النادرة والإيتريوم، وهو عنصر معدني محدد له تاريخ طويل في استخدام الإلكترونيات.
ويتم العثور على رواسب REY بشكل شائع في المناطق الساحلية في الصين، ويتم استخراجها للاستخدام في مجموعة من التقنيات ولكن نظرًا لأنها تقع في الغالب تحت سطح البحر، فقد يكون العثور على مواقع إيداع جديدة أمرًا صعبًا ومكلفًا.
درس الفريق مكانا تم اكتشافه حديثًا قبالة ساحل Minamitorishima، وهي جزيرة يابانية نائية في شمال المحيط الهادئ، في محاولة تطوير طريقة أكثر فاعلية للتنبؤ بالمكان الذي يمكن العثور فيه على رواسب REY.
وقارنوا تكوين أحافير الأسماك القديمة الموجودة في الموقع بمكونات الكيميائية لرواسب REY، حيث وجدوا أن الأحافير لعبت دورًا مباشرًا في بناء رواسب REY، ويمكن استخدامها كمؤشر لمواقع الرواسب المستقبلية.
وبدأت هذه الرواسب تتشكل قبل حوالي 34.5 مليون سنة، حيث تراكمت كميات كبيرة من العناصر الغذائية في أعماق المحيطات، ثم تسببت الجبال البحرية في ارتفاع عدد العناصر الغذائية التي توصلها إلى الأسماك.
وعندما بدأت أجيال من هذه الأسماك القديمة في التحجر، جذبت أجسامها معادن جديدة اختلطت مع العناصر الغذائية والمركبات الأخرى التي امتصتها أثناء وجودها، مما خلق الأساس لما يمكن أن يتحول ببطء إلى رواسب REY المستقبلية.