يعد الفيزيائي "أندرز أنجستروم" المولود في 13 أغسطس 1814 واحد من أبرز العلماء الذين تركوا بصمة هامة في عالم الفلك، فهو من وضع أسس علم التحليل الطيفي، كما درس طيف الامتصاص الشمسي وبرهن على وجود الهيدروجين في الشمس، كذلك فإن وجدة الطول المسماة "أنجستروم" والتي تساوي " واحد من عشرة مليارات جزء من المتر" سميت بهذا الاسم نسبة إليه.
أندرز انجستروم
ولد آندرز أنجستروم في الثالث عشر من شهر أغسطس لعام "1814”، حيث كان من مواليد مدينة أوبسالا في السويد التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ أولى أبحاثه ودراساته كانت في مسقط رأسه، إلى جانب ذلك فقد كان آندرز أنجستروم ينتمي لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة بعلمها، والتي كانت تحث على ضرورة تعلّم كل فرد من أفرادها؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً علمية وعملية في سنٍ مبكّرة.
وقد اشتهر أنجستروم بكثرة سفره وتنقله، حيث زار معظم مناطق ودول العالم، رغبة منه في الحصول على كمّاً علمياً ضخماً يُمكّنه من الانضمام إلى قائمة أشهر العلماء، إلى جانب رغبته في تطوّر علومه وثقافته، هذا وقد تمكّن من خلال سفراته بأن يلتقي مع أشهر العلماء والمبتكرين الذين ظهروا في ذلك الزمان، حيث تأثر بالعديد منهم وأخذ عنهم بعض من علومهم ومعارفهم.
أعماله
عمل في بداية حياته أستاذاً جامعياً في العديد من الجامعات من أشهرها جامعة أوبسالا، إلى جانب عمله في أشهر المختبرات العلمية التي تعنى بالتجارب والتطبيقات العلمية، هذا وقد عُرف عنه أنّه كان مُشاركاً في عضوية العديد من الجمعيات والأكاديميات التعليمية؛ حيث كان عضواً رئيسياً في الجمعية الملكية الخاصة بنشر العلم والأكاديمية الملكية الدنماركية للعلوم والآداب، إلى جانب مُشاركته في كل من الأكاديمية الفرنسية للعلوم والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم والفنون.
كان من الرواد في التحليل الطيفي المستعمل في الفلك والكيمياء الفيزيائية، وهو علم يبحث في تحليل الضوء المنبعث من الأجسام من خلال قياسه بالمطياف، وذلك ان المواد المختلفة تبعث طيفاً مستمراً يمكن من خلال تحليله معرفة نوع المادة، وفي العام 1886 انشأ انجستروم مخططاً لطيف اشعة الشمس، وعبر عن اطوال الموجات الكهرومغناطيسية في الطيف بأجزاء من العشرة ملايين من الملليمتر، اي 10^-10 من المتر، وقد سميت تلك الوحدة الصغيرة لاحقاً انغستروم تكريماً لجهود هذا العالم.