استكملت الصين نظامها للملاحة المنافس لنظام تحديد المواقع العالمي GPS بنجاح، حيث انتهت من إنشاء نظامها الجديد Beidou قبل ستة أشهر من الموعد المحدد مع إطلاق القمر الصناعي النهائي في كوكبة من الأقمار بمشروع بالغ قيمته 7 مليار جنيه إسترليني، وتم إطلاق المركبة الفضائية إلى مدار ثابت بالنسبة للأرض فوق صاروخ لونج مارش -3 بي في مركز شيتشانج لإطلاق القمر الصناعى في الساعة 02:43 بتوقيت جرينتش هذا الصباح.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، سيسمح استكمال نظام الملاحة العالمي الخاص بها لبكين بتقليل اعتمادها على نظام GPS المملوك للولايات المتحدة، وتعزيز قوتها وسمعتها في الفضاء.
كما تم تأجيل الإطلاق الأولي المقرر الأسبوع الماضي بعد أن كشفت عمليات الفحص عن مشكلات فنية غير محددة مع الإطلاق المسبق لـ Long March-3B.
ويقول خبراء في سياسة الفضاء، إن الدافع وراء الحصول على نسختها الخاصة من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ينبع من الخوف من أنه إذا كان هناك صراع مع الولايات المتحدة، فقد يتم قطع اتصال الصين عن النظام.
يعد الإصدار الثالث من نظام بيدو للملاحة الساتلية بتوفير تغطية عالمية للتوقيت والملاحة، وتقديم بديل لنظامي GLONASS الروسي ونظام Galileo الأوروبي، بالإضافة إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الأمريكي.
وقال كبير مصمم النظام يانغ تشانج فنج لشبكة CCTV إن إطلاق القمر الصناعي رقم 55 في عائلة بيدو، يظهر أن دفع الصين لتوفير تغطية عالمية كان ناجحًا تمامًا.
وأضاف يانج: "في الحقيقة، يشير هذا أيضًا إلى أننا نتحرك من دولة كبرى في مجال الفضاء إلى قوة فضائية حقيقية".
تطور برنامج الفضاء الصيني بسرعة على مدى العقدين الماضيين، حيث تخصص الحكومة موارد كبيرة لتطوير قدرات تقنية عالية مستقلة، وحتى الهيمنة في مجالات مثل معالجة بيانات 5G.
يتكون النظام من 30 قمرًا صناعيًا يمنح الصين الاستقلال العسكري من حيث الملاحة، وحتى الرسائل المستقلة عن الولايات المتحدة أو الدول الأخرى.
وقال أندرو ديمبستر، خبير هندسة الفضاء ، لشبكة CNBC: "لدى الجيش الصيني الآن نظام يمكنه استخدامه بشكل مستقل عن نظام GPS الأمريكي".
كما أنه بالإضافة إلى كونه مساعدًا للملاحة، يوفر النظام اتصالات قصيرة بالرسائل، وزيادة عبر الأقمار الصناعية، والبحث والإنقاذ الدوليين، بالإضافة إلى تحديد المواقع بدقة".
وتعد أنظمة الرسائل القصيرة باتصالات يصل طولها إلى 1200 حرف صيني، بالإضافة إلى القدرة على نقل الصور.
وفي حين تقول الصين إنها تسعى إلى التعاون مع أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية الأخرى، يمكن لـ Beidou أن ينافس في النهاية نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وغيرها بنفس الطريقة التي أصبح بها صانعو الهواتف الصينية والمنتجون الآخرون تقنيًا منافسين للأجهزة المتطورة.
وجدير بالذكر، أنه تم إطلاق الإصدار الأول من Beidou في عام 1994 ولكنه أصبح جاهزًا للعمل بحلول عام 2000، ولم يكن نظامًا عالميًا في ذلك الوقت، إنما يقدم فقط خدمات الملاحة عبر الأقمار الصناعية للصين، وقد تم توسيع هذا ليشمل منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأكملها بحلول عام 2012، وستعطي النسخة الثالثة والأخيرة، التي تكاد تكون كاملة تغطية عالمية لبكين.