اكتشف الباحثون تلوث الزئبق السام من صنع الإنسان في أعمق جزء من المحيط، وذلك في خندق ماريانا على بعد أكثر من ستة أميال تحت سطح الأرض، حيث استخدم باحثون من الصين والولايات المتحدة روبوتات غواصة لتحديد الزئبق في الأسماك والقشريات التي تعيش في أعمق جزء من غرب المحيط الهادئ.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يدخل الزئبق الغلاف الجوي من خلال حرق الوقود الأحفوري والتعدين والتصنيع، ويمكن بعد ذلك نقله إلى المحيطات عن طريق هطول الأمطار.
ويعد الزئبق هو المعدن السائل، الذي كان يستخدم في السابق في موازين الحرارة قبل حظره، فهو شديد السمية ويمكن ابتلاعه من خلال المأكولات البحرية الملوثة.
قال الباحث عالم البيئة رويو صن من جامعة تيانجين الصينية: " توصل البحث السابق إلى أن ميثيل الزئبق يتواجد في الغالب في بضع مئات الأمتار من المحيط''، مضيفا: "يعد هذا محدودا في التراكم البيولوجي للزئبق من خلال ضمان الأسماك التي تتغذى على عمق أكبر مما كان سيتاح لها فرصة قليلة لابتلاع ميثيل الزئبق، لكن مع هذا العمل، فهذا ليس صحيحًا".
ينتهي الأمر بالزئبق في المحيط ليصبح ميثيل الزئبق، وهو الشكل العضوى له، حيث يكون أكثر خطورة لأنه يمكن أن يتركز بسهولة خلال رحلته إلى أعلى السلسلة الغذائية في عملية يشير إليها الخبراء بـ "التراكم البيولوجي".
هذه العملية تخلق طعامًا سامًا للأسماك، والتي بدورها تأكلها الأسماك الكبيرة التي تصبح سامة بشكل متزايد حتى تنتهي في أطباق العشاء التي يتناولها البشر، وهو خطر بشكل خاص على تطور الأجنة، ومسبب لعيوب خلقية وأعراض عصبية شديدة، والآن تم اكتشاف هذا الملوث الخطير في خندق ماريانا بعمق 6.84 ميل.
وأوضح الدكتور صن: "خلال 2016-2017 ، قمنا بنشر مركبات إنزال متطورة في أعماق البحار على قاع البحر في خندق ماريانا، وهو من بين أكثر المواقع النائية التي يتعذر الوصول إليها على الأرض".
وتابع الدكتور صن قائلاً: "نحن قادرون على تقديم دليل لا لبس فيه على أن الزئبق الموجود في حيوانات الخندق ينشأ حصريًا من ميثيل الزئبق من أعالي المحيط".
وأوضح صن: "تكشف النتائج التي توصلنا إليها عن إنتاج القليل جدًا من ميثيل الزئبق في المحيطات العميقة، مما يعني ضمنيًا أن إطلاق الزئبق من صنع الإنسان على سطح الأرض أكثر انتشارًا عبر المحيطات العميقة مما كان يُعتقد سابقًا".