يواجه حاليا مدير تنفيذى سابق بشركة جوجل عقوبة السجن لمدة 18 شهرًا بتهمة سرقة أسرار تجارية خلال فترات عمله المختلفة فى صناعة القيادة الذاتية، حيث يأتى هذا الحكم لإغلاق المعركة القانونية التى استمرت عدة سنوات وتتعلق بمسيرة المهندس أنتوني ليفاندوفسكى فى وادى السليكون التى امتدت معظم العقد الماضى.
وبحسب موقع The Verge الأمريكى، فقد عمل "ليفاندوفسكى" فى الماضى فى قسم جوجل للسيارات ذاتية القيادة، والذى أصبح فيما بعد شركة "Waymo"، وذلك قبل تأسيس شركة النقل بالشاحنات "Otto" وبيعها إلى أوبر "Uber"، وقد حكم على ليفاندوفسكي في البداية في شهر مارس، عندما أوصى مكتب المدعي العام للولايات المتحدة بالسجن لمدة 27 شهرًا.
ثم حكم بعد ذلك القاضى "ويليام السوب" اليوم الأربعاء على ليفاندوفسكي بالسجن 18 شهرًا، على أن يتم نقله إلى السجن في وقت لاحق بسبب جائحة "COVID-19"، فيما قال ليفاندوفسكي في بيان: "لقد أرغمتني السنوات الثلاث والنصف الماضية على التصالح مع ما فعلته، وأريد قضاء هذا الوقت لأعتذر لزملائي في جوجل عن خيانة ثقتهم، ولعائلتي بالكامل عن الثمن الذي دفعوه وسيواصلون دفعه مقابل أفعالي".
من جانبه قال المتحدث باسم شركة "وايمو": إن سرقة أنتوني ليفاندوفسكي لأسرار تجارية تتعلق بالتكنولوجيا المستقلة كانت مدمرة إلى حد كبير ومضرة بوايمو، وتشكل خيانة، وكان من المرجح أن تكون الآثار أكثر حدة لو لم يتم اكتشافها، وأضاف "هذه السرقة تمحو مساهمات الكثير من الأشخاص الآخرين الذين وضعوا كل جهدهم في هذا المشروع الذي يجعل السيارة الذاتية القيادة أكثر أمانًا، ويمثل قرار القاضي فوزًا لقوانين الأسرار التجارية التي تعزز التطور التكنولوجي".
وقد كان "ليفاندوفسكي" مهندس بارع في صناعة السيارات الذاتية القيادة، وساعد في إطلاق قسم جوجل المخصص لهذه التقنية، إلا أنه تم اتهامه لاحقا بسرقة وثائق من جوجل خلال فترة عمله معها قبل تأسيس "Otto"، وهي شركة شاحنات ذاتية القيادة، ثم باع ليفاندوفسكي شركة "Otto" إلى شركة أوبر في عام 2016، مما سمح له بالانضمام إلى شركة خدمات النقل التشاركي كمدير تنفيذي في قسم القيادة الذاتية.
إلا أنه عقب البيع، قامت شركة جوجل برفع دعوى قضائية ضد أوبر بتهمة سرقة الأسرار التجارية، مدعية أن استحواذها على "Otto" سمح لها بالوصول إلى تقنيات "Waymo" الحساسة والسرية التي سرقها ليفاندوفسكي عند مغادرته، إلا أن أوبر قامت بعد ذلك بتسوية الدعوى مع وايمو، لكن ليفاندوفسكي واجه تهمًا جنائية تتعلق بسرقة أسرار تجارية بعد أن رفض تسليم أي وثائق خلال المحكمة.
وقد توصل ليفاندوفسكي إلى صفقة اعتراف، وكجزء من الحكم الصادر اليوم، سيدفع ما يقرب من 757 ألف دولار كتعويض لشركة جوجل، إلى جانب غرامة قدرها 95 ألف دولار، كما تم إجبار ليفاندوفسكي على إعلان إفلاسه بعد صدور حكم محكمة منفصل يوضح أنه مدين بمبلغ 179 مليون دولار لشركة وايمو عن أفعاله قبل استقالته في شهر يناير 2016.