بعد أشهر من أزمة فيروس كورونا المستجد التى أصابت العالم بالذعر والشلل، تظهر مشكلة بيئية جديدة على الهامش تكمن فى كيفية التخلص من عشرات المليارات من الكمامات التى يستخدمها البشر.
وبحسب صحيفة "علوم وتكنولوجيا البيئة" العلمية الأمريكية، فإن العالم يستهلك ما يقدر بـ194 مليار كمامة وقفاز شهريا، منذ التصاعد السريع لمخاوف انتشار الفيروس الذى أصاب الملايين وقتل مئات الآلاف.
وتصنع معظم معدات الوقاية الشخصية المستخدمة لمرة واحدة من مجموعة متنوعة من المواد البلاستيكية، بما فى ذلك البولى بروبلين والبولى إيثيلين والفينيل.
وقد تستغرق الأقنعة البلاستيكية، التى ينتهى المطاف بمعظمها فى البحار والمحيطات، ما يصل إلى 450 عاما لتتحلل بالكامل وتترك النظام البيئى البحرى، وفقا لمؤسسة "وايست فرى أوشنز" التى تجمع القمامة البحرية وتعيد تدويرها من خلال التعاون مع الصيادين والشركات.
ودفعت هذه الحقائق المخيفة نشطاء بيئيين فى فرنسا، للتحذير من أنه "إذا استمر الاعتماد على أقنعة الاستخدام الواحد بالمعدل الحالى، فقد يزيد عدد الأقنعة فى البحر المتوسط عن عدد قناديل البحر".
لكن حتى عند التخلص منها بشكل صحيح، يعتقد أنه لا يمكن إعادة تدوير معدات الحماية الشخصية لأنها تعتبر نفايات طبية، وينتهى بها الأمر إما فى مكب النفايات أو المحارق، مما قد يؤدى إلى أبخرة سامة ويساهم فى تغير المناخ.
ومع حقيقة أن ارتداء الأقنعة أصبح إلزاميا فى الأماكن المغلقة بمعظم دول العالم، يحث دعاة الحفاظ على البيئة على شراء أقنعة قابلة لإعادة الاستخدام، للحيلولة دون تراكم عشرات الآلاف من الأطنان من النفايات البلاستيكية.
ويقول جوليان كيربى من مؤسسة "أصدقاء الأرض" الدولية للحفاظ على البيئة، متحدثا إلى "سكاى نيوز": "أهم شيء بالنسبة لنا جميعا هو الصحة ووقف انتشار الفيروس. لكن معظمنا ليس فى فئة المخاطر العالية، ونصيحة الحكومة واضحة بأنه ينبغى استخدام أقنعة الوجه التى يعاد استخدامها".
وتابع: "يمكننا تقليل كمية البلاستيك التى نستخدمها بنفس الوقت الذى نعتنى فيه بصحتنا".