تستعد وكالة ناسا للخطوة الرئيسية التالية في استكشاف المريخ، وهى مهمة عودة عينة من الكوكب، وذلك بعد إطلاق مستكشفها في طريقه إلى الكوكب الأحمر، حيث أنشأت ناسا مؤخرًا مجلس المراجعة المستقل لبرنامج عودة عينات المريخ لتقييم كيفية إعادة صخور المريخ والمواد بأمان إلى الأرض.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، يأتي هذا البيان في أعقاب إطلاق المسبار المتجول إلى المريخ الشهر الماضي لالتقاط عينات الصخور وتخزينها مؤقتًا والتي قد تظهر علامات على حياة المريخ الماضية.
وستهبط المركبة في 18 فبراير 2021، وتعد مهمة إرجاع العينات هي المعيار الذهبي لاستكشاف المريخ، لأنها ستسمح للمختبرات المتطورة على الأرض بتقييم العينات التي تلتقطها مركبة فضائية آلية.
ولا تستطيع المركبات الجوالة ومركبات الإنزال سوى حمل العديد من الأدوات إلى المريخ، ولكن إذا تمكنا بدلاً من ذلك من إعادة أجزاء من الكوكب إلى الأرض، فيمكن أن يسرع البحث عن حياة المريخ ويساعد في فهم كيفية تشكل الكواكب الصخرية مثل الأرض والمريخ.
ولكن سيتطلب تنفيذ المهمة مجموعة من التقنيات المتطورة للحفاظ على العينات مختومة بأمان، من لحظة وصول المركبة الفضائية عبر غلافنا الجوي إلى وقت إحضار العينات إلى المختبرات عالية الأمان لفحصها.
لكن مهمة إرجاع العينات، والتي من المتوقع أن تبدأ في وقت لاحق من هذا العقد، هي واحدة من حجر الأساس لناسا، حيث تستعد لإرسال البشر إلى القمر بحلول عام 2024 وإلى المريخ ربما في وقت مبكر من عام 2035.
قال توماس زوربوشن، المدير المساعد للعلوم في ناسا في بيان: "عودة عينات المريخ هي أولوية قصوى بالنسبة للمجتمع العلمي".
وأضاف زوريوشن، "أنها مهمة دولية معقدة للغاية وتتطلب التركيز لتحقيق النجاح التقني والبرنامجي ونجاح المهمة، ونريد أن تكون لدينا كل الخبرات المتاحة لنا في هذه المرحلة المبكرة لتحقيق أقصى قدر من نجاح المهمة."
وستتطلب إعادة العينة إلى الأرض خطوات متعددة، بالشراكة مع وكالة الفضاء الأوروبية والعديد من الشركاء الصناعيين.
وقالت ناسا في البيان: "يمكن أن تقدم العينات التي يتم إرجاعها أدلة بيولوجية فلكية ضرورية لتحديد ما إذا كانت الحياة موجودة على المريخ".
تعمل البعثة نفسها أيضًا على تطوير تقنيات الاستكشاف البشري للكوكب الأحمر، بما في ذلك الإطلاق الأول على سطح كوكب آخر، ويجري تطوير بروتوكولات صارمة بشأن التلوث الضار الذى ينجم عن إعادة العينات.
سيضم المجلس الاستشاري المستقل خبراء من مجالات مثل حماية الكواكب، كما سيجتمع المجلس بشكل دوري لمدة ثمانية أسابيع بدءًا من أواخر أغسطس، قبل إصدار تقرير نهائي ليتم تسليمه إلى وكالة ناسا في غضون أسابيع قليلة من اجتماعات المجلس.