يحذر العلماء من أن الجروف الجليدية في القطب الجنوبي التي تغطي أربعة أضعاف مساحة المملكة المتحدة قد تنهار إذا تسبب ارتفاع درجات الحرارة في امتلاء الشقوق الموجودة بالمياه الذائبة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار العالمية، واستخدم فريق دولي من علماء الجيولوجيا بقيادة جامعة كولومبيا صور الأقمار الصناعية والتعلم العميق لرسم خرائط للكسور السطحية عبر القارة القطبية الجنوبية.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن العلماء استخدموا النماذج لحساب أن حوالي 60% من هذه الأرفف الجليدية كانت في خطر من عملية تسمى التكسير الهيدروليكي التي يمكن أن تفصل بينها.
يشير عملهم، إلى أن أكثر من 350.000 ميل مربع من الرفوف الجليدية العائمة يمكن أن تنقسم إذا غمرت الكسور على سطحها بسبب تأثيرات تغير المناخ، فإن مثل هذه الخسارة المفاجئة للهياكل الداعمة يمكن أن ترفع مستويات سطح البحر في جميع أنحاء العالم، وتشير الدراسات السابقة إلى أنها قد ترتفع بمقدار 3 أقدام بحلول عام 2100.
هذا النوع من ارتفاع مستوى سطح البحر يمكن أن يترك الملايين من الناس الذين يعيشون في مجتمعات منخفضة متأثرة، وجزر بأكملها مغمورة بالمياه.
وتعد الجروف الجليدية بمثابة ألسنة عملاقة من الجليد تطفو على المحيط حول حواف القارة والأنهار الجليدية الشاسعة الموجودة خلفها تدفع باستمرار نحو البحر.
ولكن نظرًا لأن العديد من الأرفف محصورة إلى حد كبير داخل الخلجان، فإنها تنضغط من الجوانب وتبطئ من تقدم الأنهار الجليدية إلى الأمام.
تواجه الرفوف الجليدية ضغوطًا منافسة حاليا، فهي تتمدد مع اقترابها من المحيط، وفقًا للفريق المسؤول عن هذه الدراسة.
وتظهر عمليات الرصد عبر الأقمار الصناعية أنها نتيجة لذلك تتمزق، كما يتم تجريف معظمها بالعديد من الكسور الطويلة المتعامدة مع اتجاه التمدد.
يمكن أن يصل عمق الكسور التي تتكون على السطح إلى عشرات الأقدام، و يمكن للآخرين، الذين يتشكلون من القاع، اختراق الجليد لمئات الأقدام لأعلى، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى اندفاع المياه الذائبة إلى الكسور السطحية على الجليد ويسبب التكسير المائي، حيث يدفع الماء السائل الشقوق بعنف إلى فتحها على مصراعيها.
وسيؤدي هذا إلى تفكك الرف بأكمله بسرعة، حيث إن هناك ما يصل إلى 60 في المائة من جميع الأرفف الجليدية معرضة لهذه العملية.