يمكن أن يؤدى بث مقاطع فيديو وألعاب عالية الدقة إلى انبعاثات كبيرة من غازات الاحتباس الحرارى، اعتمادًا على التكنولوجيا المستخدمة، وفقًا لدراسة مدعومة من الحكومة الألمانية صدرت مؤخرا، حيث قام التقرير الذى نشرته وكالة البيئة الفيدرالية الألمانية بحساب كمية ثانى أكسيد الكربون التى تنتجها مراكز البيانات حيث يتم تخزين المواد للبث، وعن طريق تقنية النقل المستخدمة لتوصيلها إلى المستهلكين.
وخلصت الدراسة إلى أن بث الفيديو عبر كابلات الألياف الضوئية ينتج عنه أقل كمية من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون - 2 جرام فى الساعة، فيما ينتج عن استخدام الكابلات النحاسية ضعف هذه الكمية، بينما تنتج تقنية الهاتف المحمول من الجيل الثالث 90 جرامًا من ثانى أكسيد الكربون فى الساعة.
وقال مؤلفو التقرير إن البث عبر تقنية الهاتف المحمول من الجيل التالى، المعروفة باسم 5G، سيؤدى إلى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون تبلغ 5 جرامات فى الساعة، مما يشير إلى أن الانتشار الواسع قد يساعد فى خفض استهلاك الطاقة، وفى الوقت نفسه، لم تمثل مراكز البيانات سوى حصة صغيرة من إجمالى استخدام الطاقة، على الرغم من تفاوت الكمية بشكل كبير اعتمادًا على مدى كفاءة استخدام الخوادم وتبريدها، وفقًا للتقرير.
وقال كريستيان ستول، خبير الطاقة الذى لم يشارك فى الدراسة، إن الأرقام تبدو معقولة، لكنه أشار إلى أنها لم تأخذ فى الاعتبار كمية الكهرباء التى تستهلكها الأجهزة المستخدمة فى مشاهدة مقاطع الفيديو المتبثة، وقال ستول، الباحث فى مركز أسواق الطاقة التابع للجامعة التقنية فى ميونيخ ومركز معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لبحوث الطاقة والسياسة البيئية: "(هذا) يمثل جزءًا كبيرًا من إجمالى الانبعاثات".
وقالت وزيرة البيئة الألمانية سفينيا شولز، أثناء تقديمها للتقرير، إن الدراسة كانت محاولة للمساعدة فى توفير بيانات صلبة لصناع القرار حيث تزداد أهمية البنية التحتية الرقمية فى نفس الوقت الذى تحاول فيه البلدان تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى التى تسخن الغلاف الجوي.
وقالت "من الممكن بث البيانات دون التأثير سلبًا على المناخ إذا قمت بذلك بشكل صحيح واخترت الطريقة الصحيحة لنقل البيانات". "من منظور بيئى، سيكون من الجيد إنشاء المزيد من نقاط اتصال WiFi العامة، لأن هذا أكثر ملاءمة للمناخ من البث عبر شبكات الهاتف المحمول."