تراجع الجليد البحرى فى القطب الشمالى إلى ثانى أدنى مستوى مسجل بعد عام من موجات الحر وحرائق الغابات فى المنطقة، حيث وجد خبراء من المركز الوطني لبيانات الجليد والثلوج (NSIDC) أن الجليد البحري في القطب الشمالي كان 1.44 مليون ميل مربع في نهاية ذوبان الصيف السنوي، وهذا هو ثاني أدنى مستوى للغطاء الجليدي البحري في نهاية الصيف في ما يقرب من 42 عامًا، منذ أن بدأت الأقمار الصناعية في تسجيل مدى الجليد البحري، وكان أدنى مستوى في عام 2012.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، حدث انخفاض مستوى الجليد البحرى بسبب موجات الحرارة التى بلغت 100 درجة فهرنهايت فى سيبيريا وحرائق الغابات الهائلة في جميع أنحاء المنطقة.
ودعا النشطاء الحكومات إلى اتخاذ إجراءات فورية بما فى ذلك السياسات التى تهدف إلى خفض مستوى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.
وقال مارك سيريز، مدير NSIDC، إن عام 2020 سيكون بمثابة علامة تعجب على الاتجاه التنازلي في مدى الجليد البحري في القطب الشمالي''، مضيفا "نحن نتجه نحو محيط القطب الشمالي الخالي من الجليد موسمياً".
كما قال إد بلوكلي، المدير العلمي للمناخ القطبي في مكتب الأرصاد الجوية، إن هذه هي المرة الثانية فقط التي ينخفض فيها الجليد البحري في القطب الشمالي إلى أقل من 1.5 مليون ميل مربع.
وكان تم تجاوز هذه العتبة لأن هذا الصيف شهد عدة فترات من فقدان الجليد البحري بسرعة كبيرة مرتبطة جزئيًا بموجة الحر التي حطمت الرقم القياسي في سيبيريا.
وأكد "إد" "القطب الشمالي هو واحد من أكثر المناطق المعرضة للتأثر بتغير المناخ.. والاحترار هنا سيكون له عواقب على المنطقة وكوكب الأرض ككل."
أثارت أخبار الغطاء الجليدي المنخفض دعوات من النشطاء البيئيين لاتخاذ إجراءات سريعة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المناخية وحماية المحيطات.
قال رود داوني، كبير المستشارين القطبيين في الصندوق العالمي للطبيعة، إن القطب الشمالي كان في حالة انهيار، وكان أحد أكثر العلامات المرئية والدرامية لأزمة المناخ التي نواجهها.
وأضاف داونى، "هذا له آثار عميقة على الأنواع الجليدية الشهيرة، خاصة الدببة القطبية، وعلى الأشخاص الذين يطلقون على القطب الشمالي موطنهم ''.
وحذر من أن ما يحدث في القطب الشمالي لا يبقى في القطب الشمالي، مضيفًا أن المملكة المتحدة هي أقرب جيران القطب الشمالي وأن هذه الأحداث المتطرفة تؤثر عليها وعلى أماكن أخرى من العالم سريعا.