حذرت دراسة من أن جرينلاند في طريقها لفقدان الجليد بشكل أسرع في القرن الحادي والعشرين مقارنة بأي قرن آخر في آخر 12000 عام، حيث أجرى باحثون أمريكيون محاكاة حول الطريقة التى من المحتمل أن تؤثر بها المستويات المختلفة لانبعاثات الكربون على الغطاء الجليدي في جرينلاند، وهو كتلة جليدية تبلغ مساحتها 660 ألف ميل مربع تغطي حوالي 80% من سطح الجزيرة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، في ظل سيناريو ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يمكن أن يكون فقدان الكتلة الجليدية أعلى بأربع مرات من أي شيء حدث خلال تلك الفترة.
كما قال الباحثون، إن المجتمعات بحاجة إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون، لتقليل مساهمة طبقة الجليد في جرينلاند في ارتفاع مستويات سطح البحر، مما قد يؤدي إلى إغراق المدن في الخمسين عامًا القادمة.
فيما أوضح الباحث الرئيسي جيسون برينر في جامعة بافالو بالولايات المتحدة: "في الأساس، قمنا بتغيير كوكبنا كثيرًا لدرجة أن معدلات ذوبان الصفيحة الجليدية هذا القرن تسير بوتيرة أكبر من أي شيء رأيناه في ظل التباين الطبيعي للغطاء الجليدي على مدار الـ 12000 عام الماضية".
استخدم العلماء عمليات إعادة بناء جديدة ومفصلة للمناخ القديم لنموذج المحاكاة الخاص بهم، والذي ركز على جنوب غرب جرينلاند.
كما تم التحقق من صحة النموذج مقابل قياسات العالم الحقيقي للحجم المعاصر والقديم للصفائح الجليدية، المأخوذة من عينات في الميدان، واستخدامها للتنبؤ بالمستقبل.
تحتوي عينات من صخور جرينلاند، على سبيل المثال، على نظائر كيميائية يمكن أن تساعد العلماء في تحديد الحدود القديمة للصفائح الجليدية في جرينلاند.
وبنى الفريق تاريخًا جيولوجيًا مفصلاً عن طريق قياس البريليوم -10، وهو نظير مشع، في الصخور الموجودة على الركام، وهو تراكمات من الحطام الجليدي.
يخبر قياس البريليوم -10 بمدة بقاء تلك الصخرة والركام هناك، وبالتالي يخبر متى كانت الصفيحة الجليدية في تلك البقعة بالتحديد وترسبت تلك الصخرة.
أجرى الخبراء محاكاة التغييرات في الورقة البحثية منذ بداية عصر الهولوسين، منذ حوالي 12000 عام، وتمتد إلى المستقبل حتى عام 2100.
على الرغم من أن المعدل الحالي لفقدان الجليد في جرينلاند يمكن مقارنته بأعلى المعدلات خلال الهولوسين، يعتقد الباحثون أن المعدلات المستقبلية من المرجح أن تتجاوزها.