واجهت نظرية ألبرت أينشتاين للنسبية العامة حول فكرة أن الجاذبية مادة تشوه الزمان أكثر من 100 عام من التدقيق، لكن اكتشافًا جديدًا قد يساعد في دعم فرضية الفيزيائي، حيث كشف باحثون في جامعة أريزونا عن "ظل" ألقاه الثقب الأسود الهائل، المعروف باسم M87، والذي يثبت صحة أينشتاين.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، وجد الفريق الجاذبية الشديدة للزمكان المنحني للثقب الأسود، وبالتالي تعمل كعدسة مكبرة وتتسبب في ظهور ظل الثقب الأسود أكبر، وقال الباحثون إنهم وجدوا أن حجم ظل الثقب الأسود يتوافق مع الحجم الذي تنبأت به رياضيات النسبية العامة من خلال قياس هذا التشوه.
ولعل منذ ما يقرب من قرن من الزمن خلال كسوف الشمس في عام 1919، لاحظ السير آرثر إدينجتون أن أول دليل على النسبية العامة كان في إزاحة ضوء النجوم الذي شوهد يسافر على طول انحناء الزمكان الناجم عن جاذبية الشمس.
كما أنه بالنسبة للدراسة الأخيرة، حلل الباحثون صورًا للثقب الأسود الموجود في مركز مجرة ميسييه 87، التي تبعد 53.49 مليون سنة ضوئية عن الأرض، لاختبار نظرية أينشتاين.
وهذا الثقب الأسود المحدد هو نفسه الذي استخدمه الباحثون باستخدام Event Horizon Telescope (EHT) لإنشاء أول صورة على الإطلاق لثقب أسود في عام 2019، والتي عُرضت على شكل حلقة نارية من الغاز حول مركز مظلم.
وكان تم الحصول على الصورة من خلال شبكة من ثمانية تلسكوبات على ارتفاعات عالية حول العالم، كجزء من مشروع EHT، وعلى الرغم من أن الثقب الأسود لا ينبعث منه ضوء، إلا أنه محاط بقرص ساخن ينبعث منه غاز حول أفق الحدث، وهو ما ينتج عنه تأثير الظل.
وكشفت النتائج الأولى أن حجم ظل الثقب الأسود يتوافق مع الحجم الذي تنبأت به النسبية العامة، وقال مايكل كرامر، مدير معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي وعضو تعاون EHT: "توفر صور الثقب الأسود زاوية جديدة تمامًا لاختبار نظرية النسبية العامة لأينشتاين".
ولكن يدرك الفريق أن اختبار نظرية الجاذبية لا يتوقف هنا وسيجري المزيد من العمل للإجابة على عدد من الأسئلة منها: هل تنبؤات النسبية العامة للأجسام الفيزيائية الفلكية المختلفة جيدة بما يكفي لعلماء الفيزياء الفلكية حتى لا يقلقوا بشأن أي اختلافات أو تعديلات محتملة إلى النسبية العامة؟