حذرت مجموعة من العلماء من أن الاستخدام الواسع النطاق للأسمدة القائمة على النيتروجين يؤدى إلى تعريض الأهداف المناخية الطموحة للخطر، ويعرض العالم لخطر تجاوز اتفاق باريس، فالأسمدة الاصطناعية الشائعة، التى يستخدمها المزارعون لزيادة نمو المحاصيل، تنتج كميات هائلة من أكسيد النيتروز (N2O)، أحد غازات الدفيئة، فهو أقل انتشارًا من ثانى أكسيد الكربون، ولكنه أكثر فاعلية 300 مرة كمساهم فى ظاهرة الاحتباس الحراري.
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، يستنفد الغاز الخطير طبقة الأوزون التى تحمينا من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، ويبقى فى الغلاف الجوى لمدة قرن.
ووجدت دراسة تاريخية أن انبعاثات المادة الكيميائية التى يسببها الإنسان قد ارتفعت منذ الثمانينيات، حيث زادت بنسبة 30 فى المئة على مدى العقود الأربعة الماضية، فسنويًا ينتج البشر الآن 7.3 تريليون جرام من النيتروجين سنويًا، ويأتى أكثر من نصف (3.8 تريليون جرام] (3.8 تريليون جرام) مباشرة من الزراعة، وهذا الرقم يتزايد كل عام بمعدل 1.4 فى المئة، وفقًا للبيانات.
حذر الباحثون من أنه فى حالة استمرار انبعاث أكسيد النيتروز بمعدله الحالى، فإن درجات الحرارة العالمية سترتفع إلى 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعى بحلول عام 2100.
وتعد اتفاقية باريس هى مجموعة بارزة من الأهداف البيئية التى وقعتها جميع الدول تقريبًا فى عام 2015، والتى تهدف إلى الحد من الاحترار بحلول نهاية القرن إلى أقل من 2 درجة مئوية، لكنها تأمل فى تحقيق هدفها الأكثر طموحًا وهو 1.5 درجة مئوية.
وقام فريق دولى من الباحثين من 48 مؤسسة، بما فى ذلك جامعة إيست أنجليا فى إنجلترا، بقيادة البروفيسور هانكين تيان فى جامعة أوبورن، بنشر دراسة لرسم خرائط لدورة النيتروجين فى العالم.
كشف الباحثون عن الزيادة المقلقة من خلال مقارنة الكمية الحالية من N2O فى الغلاف الجوى (331 جزءًا فى المليار فى 2018) بمستويات ما قبل الصناعة (270 جزء فى المليار فى 1750).
يقول المؤلف المشارك جلين بيترز، مدير الأبحاث فى مركز أبحاث المناخ الدولى، إن الأسمدة تمثل ثلثى الرقم المذهل البالغ 3.8 تيراجرام.
وقال بيترز: "السماد الزائد يصنع غذاءً رائعًا لبكتيريا التربة ويعزز العمليات الميكروبية التى تؤدى إلى انبعاثات أكسيد النيتروز، ويأتى الثلث المتبقى من روث الماشية، والانبعاثات ناتجة عن العمليات الميكروبية التى تحلل المركبات المحتوية على النيتروجين فى التربة والمحيطات، وهذه هى نفس العمليات الميكروبية التى تؤدى إلى انبعاثات أكسيد النيتروز الطبيعي."
قام الباحثون بتقسيم المكان الذى يأتى منه أكسيد النيترو وأين يتم امتصاصه، ووجدوا أنه فى حين أن أكسيد النيتروز هو مساهم رئيسى فى المصدر الزراعى، فإنه يضيف أيضًا إلى الإجمالى التراكمى بشكل غير مباشر.
على سبيل المثال، يمكن نقل النيتروجين المحتجز فى الأسمدة والسماد الطبيعى إلى مناطق أخرى بعيدًا عن موقعه الأصلى، ويمكن نقل النيتروجين الزائد إلى أماكن أخرى من خلال جريان المياه والتشتت الجوى.