قبل أن يتسبب الانفجار العظيم فى ظهور الكون الذى نعرفه، كان هناك كون آخر ويمكن أن تكون الثقوب السوداء دليلًا على وجوده، كما يزعم الفائز بجائزة نوبل السير روجر بنروز، إذ فاز بنروز بجائزة نوبل للفيزياء عن ورقة بحثية استخدمت فيها نظرية النسبية لألبرت أينشتاين لإثبات وجود الثقوب السوداء وشرح كيفية تشكلها.
وقال بنروز إن هناك دليلًا على وجود "بقع غير مبررة" من الإشعاع الكهرومغناطيسى المنتشرة عبر السماء والتى تبلغ "حجم القمر الكامل" والتى أطلق عليها اسم "هوكينج بوينتس"، وأوضح بنروز إن هذه البقع الدافئة هى بقايا الكون السابق الذى كان موجودًا قبل الانفجار العظيم ويمكن أن يكون دليلًا على كوننا فى المستقبل.
وتمت تسمية النقاط على اسم البروفيسور ستيفن هوكينج الذى وضع نظرية لتسرب الثقوب السوداء للإشعاع وعلى مدى فترة طويلة من الزمن سوف تتبخر إلى لا شيء.
وقال بنروز إن هذه النقاط هى دليل على نظرية "علم الكون الدورى المطابق" للكون التى تشير إلى أن الانفجار العظيم يشير فقط إلى نهاية كون واحد وبداية كون آخر - المعروف أيضًا باسم "الدهر".
والنظرية مثيرة للجدل لكن بنروز يقول إن الثقوب السوداء كانت تعتبر ذات يوم مثيرة للجدل لكنها الآن جزء من العلم السائد.
ونشر برزنز ورقة بحثية عن "نقاط هوكينج" فى مجلة الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية فى مايو.
وتم العثور على الثقوب السوداء فى جميع أنحاء الكون، بما فى ذلك الثقوب السوداء الهائلة فى مركز المجرات، وأدى اكتشاف المجرة الموجودة فى مركز مجرة درب التبانة إلى مشاركة رينهارد جينزل وأندريا جيز فى جائزة نوبل مع بنروز.
وفقًا لنظرية بنروز، فإن نقاط هوكينج أو هوكينج بوينتس هى الطرد النهائى للطاقة - المعروفة باسم إشعاع هوكينج - التى تنتقل بواسطة الثقوب السوداء من الكون السابق.
تنص النظرية بشكل فعال على أن الأكوان تتطور وتتوسع وتموت بالتتابع، مع وجود ثقوب سوداء فى كل واحدة تترك علامة على الكون لتتبعها.
ومن غير المعروف بالضبط المدة التى ستستغرقها هذه الثقوب السوداء لتتبخر تمامًا، ولكن يُعتقد أنها أطول بكثير من 13.8 مليار سنة.
وقال برونز لصحيفة التليجراف: "أنا أدعى أن هناك ملاحظة لإشعاع هوكينج، لم يكن الانفجار العظيم هو البداية، بل كان هناك شيء ما قبل الانفجار العظيم وهذا الشيء هو ما سنحصل عليه فى مستقبلنا، لدينا كون يتوسع ويتسع، وكل كتلة تتحلل، وفى هذه النظرية المجنونة الخاصة بى، يصبح هذا المستقبل البعيد الانفجار العظيم لدهر آخر."
وهو يعتقد أنه بالإضافة إلى الثقوب السوداء النشطة التى تم اكتشافها، يجب أن يكون هناك بقايا "ثقوب سوداء ميتة" من الأكوان السابقة التى تمكنا من اكتشافها والعثور عليها سيثبت أن هوكينج على حق.