لجأ العلماء للفضاء لتتبع الطحالب ذات اللون الرمادي والبني التي تظهر بالغطاء الجليدي في جرينلاند بالصيف، لأنها تتسبب في ذوبان الجليد بشكل أسرع، وذلك لقياس تكاثر الطحالب عبر مناطق كبيرة وفهم تأثيرها على الذوبان بمرور الوقت، حيث قالت شوجي وانج، الباحثة الرئيسية للدراسة، إن الأقمار الصناعية يمكن أن تستخدم لتتبع نمو الطحالب الجليدية في مناطق واسعة.
ووفقا لما ذكره موقع "phys"، فإن وانج وزملاؤها اتبعوا منهجية طويلة الأمد استخدمها علماء آخرون لقياس الطحالب في المحيطات، باستخدام ملاحظات الأقمار الصناعية للون الماء.
وتختلف الطحالب البحرية عن تلك الموجودة على الجليد، لكن كلا النوعين يحتويان على الكلوروفيل-أ، الذي له توقيع إشعاعي منعكس مميز قريب من الأشعة تحت الحمراء يمكن لأجهزة استشعار الأقمار الصناعية اكتشافه.
قالت وانج، التى أجريت البحث في مرصد لامونت دوهرتي للأرض بجامعة كولومبيا، إن رسم خرائط للطحالب الجليدية عبر المكان والزمان يمكن أن يمنح الباحثين رؤى ثاقبة حول كيفية تأثير الطحالب على انعكاس سطح الجليد.
كما قال ماركو تيديسكو، أستاذ الأبحاث في لامونت دوهرتي، الذي أشرف على عمل وانج: "الأقمار الصناعية مهمة لفهم كيفية ذوبان الجليد وما سيحدث في المستقبل لمساهمة جرينلاند في ارتفاع مستوى سطح البحر".
استخدم الباحثون بيانات من مطياف التصوير ذي الدقة المتوسطة (MERIS) على القمر الصناعي Envisat التابع لوكالة الفضاء الأوروبية لتحديد تكاثر الطحالب في جنوب غرب جرينلاند من عام 2004 إلى عام 2011.
وقارنوا البيانات بالقياسات المأخوذة في الميدان، ومن خلال مطياف التصوير المعتدل الدقة التابع لناسا ( MODIS)، الذي يقيس البياض السطحي للثلج.
ووجدوا أن توقيعات الكلوروفيل-أ التي تم التقاطها بواسطة بيانات ميدانية متطابقة من MERIS، مما يؤكد أن الباحثين يمكنهم استخدام بيانات الأقمار الصناعية الملونة للمحيطات لقياس نمو الطحالب ومعرفة كيف يتغير خلال الصيف.
ويخلق التفاعل بين المناخ والطحالب والجليد دورة يمكنها تسريع عملية الذوبان، ومع ارتفاع درجة حرارة جرينلاند، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة مباشرة إلى ذوبان المزيد من الجليد.