تحتفل محطة الفضاء الدولية (ISS) بإنجاز مهم، حيث يحتفل المختبر المداري بمرور 20 عامًا على الوجود البشري المستمر، ففي 2 نوفمبر 2000، وصل أول طاقم "الرحلة 1" إلى المحطة الدولية، وكان رائد فضاء ناسا وليام شيبرد أول قائد للمحطة الفضائية، مما مهد الطريق لعشرين عامًا من توافد البشر الذين يعيشون ويعملون في مدار أرضي منخفض.
وفقا لما ذكره موقع "Space" الأمريكي، تبادل رواد الفضاء السابقون آنا فيشر وريتشارد لينيهان وجاك فيشر وباربرا مورجان تجاربهم في العيش والعمل في الفضاء بتفاصيل حول التحديات التي واجهتهم ونوعية الحياة المختلفة.
تحديات العيش في الفضاء
تقع المحطة الفضائية في مدار أرضي منخفض، مما يعني أن رواد الفضاء يقضون شهورًا في الجاذبية الصغرى، ومع ذلك، يمكن أن يكون لانعدام الوزن أو انعدام الجاذبية، تأثيرات كبيرة على المدى القصير والطويل على رواد الفضاء.
قال الرائد لينيهان: "تلاحظ اختلافات كبيرة في جسمك، وتحديداً عضلاتك من حيث مقدار الضمور في ساقيك، فلديك تحول في السوائل يحدث بمجرد دخولك في بيئة ميكروجرام أو صفر جرام".
سجل الرائد أكثر من 59 يومًا في الفضاء، بما في ذلك ست عمليات سير في الفضاء بلغ مجموعها 42 ساعة و 11 دقيقة، وطار على متن STS-123، التي سلمت الوحدة اللوجيستية اليابانية والمناول الكندي للأغراض الخاصة، الملقب بـ Dextre ، إلى محطة الفضاء الدولية في مارس 2008.
قال لينيهان: "كل من يذهب إلى الفضاء يشعر بالامتلاء حقًا ويعاني من نزلة برد شديدة لبضعة أيام"، مضيفا "ستصل إلى نوع من حالة الاستقرار، حيث يتكيف جسمك مع تلك البيئة وتشعر بتحسن، وبعد ذلك يمكنك القيام بالأعمال اليومية."
كما وصفت مورجان، التي سافرت على متن محطة الفضاء الدولية عام 2007 كجزء من برنامج المعلم في الفضاء التابع لناسا، الشعور بالمقلوب في أول يومين في المختبر الذي يدور حول الفضاء بسبب الطفو الذى تؤدى له الجاذبية الصغرى.
قالت مورجان: "ليس هناك ارتفاع أو هبوط في الفضاء"، مضيفة "بمجرد أن يعتاد جسمك على الجاذبية الصغرى، يكون أعلى بالنسبة لك هو المكان أينما كان رأسك."
فيما تذكرت فيشر، التي كانت أول أم في الفضاء، مشاعر مماثلة من وقتها في المدار، بما في ذلك الشعور بالغثيان في اليومين الأولين ومحاولة البقاء في الاتجاه الصحيح، أينما كانت قدميها على الأرض، وكل ما كان فوقها هو السقف، قائلة أن التجربة كانت "تحولاً دراماتيكياً".
ويميل رواد الفضاء أيضًا إلى تجربة تغييرات في براعم التذوق لديهم، لذلك يفضل تناول الأطعمة الغنية بالتوابل أثناء التواجد في المدار.
وهناك صعوبة أخرى للعيش في الفضاء هو التحدي المتمثل في الذهاب إلى الحمام في الجاذبية الصغرى، والذي قارنه رواد الفضاء بالجلوس على مكنسة كهربائية، ومع ذلك، حصلت المحطة الفضائية مؤخرًا على ترقية لنظام الحمام الخاص بها.
أما عن الرائد جاك فيشر، الذي سجل 136 يومًا في الفضاء مع عمليتي سير في الفضاء خلال مهمته في عام 2017 إلى محطة الفضاء الدولية، ويعمل في شركة Collins Aerospace، التي طورت نظام المرحاض الجديد، فقال إن مرحاض الفضاء الجديد أكثر كفاءة وأخف وأصغر من الموديلات القديمة، موضحا أنه مصمم أيضًا لاستيعاب رائدات الفضاء بشكل أفضل ودعم الأطقم الأكبر في المهام طويلة الأمد.