يمتلك قمر كوكب المشترىوجهان - أحدهما يضيء بشكل مشرق والآخر مغطى بالظلام، وهو الجانب البعيد من الجرم السماوى القمرى، ومع ذلك، تظهر البيانات الجديدة أن المحيط تحت سطح القمر الجليدى على الجانب البعيد قد يتوهج فى الواقع بضوء أبيض مرئى مع صبغات خضراء أو زرقاء.
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، قال مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL) إن هذا التأثير ناتج عن تعرض المحيط الجليدى لإشعاع مستمر من كوكب المشترى، إذ قام الفريق بإجراء تجربة عن طريق تفجير مزيج من الجليد والأملاح، مثيل لمثل ما لوحظ على سطح أوروبا، مع إشعاع يشبه المشترى، وكشفت التجربة أن القمر "يضيء فى الظلام".
قال مورثى جوديباتى من مختبر الدفع النفاث، المؤلف الرئيسى للدراسة: "إذا لم يكن أوروبا تحت هذا الإشعاع، لكان يبدو مثل قمر الأرض لنا، ولكن بسبب قصفه بإشعاع المشترى، فإنه يضيء فى الظلام."
استخدم جوديباتى وفريقه مقياس الطيف لفصل الضوء إلى أطوال موجية، وتم أخذ غالبية الملاحظات باستخدام ضوء الشمس المنعكس على الجانب النهارى للقمر، ولكن هذه النتائج الجديدة توضح الشكل الذى سيبدو عليه الجانب البعيد من أوروبا فى الظلام.
وقال جوديباتي: "لقد تمكنا من توقع أن هذا الوهج الجليدى الليلى يمكن أن يوفر معلومات إضافية عن تكوين سطح أوروبا، وكيف يختلف هذا التكوين يمكن أن يعطينا أدلة حول ما إذا كان أوروبا يؤوى ظروفًا مناسبة للحياة".
ويعد أوروبا موطنًا لمحيط هائل ومن خلال دراسة السطح، ويأمل الخبراء فى اكتشاف ما إذا كانت الحياة مختبئة فى هذا الجسم المائى الشاسع.
فى هذه الدراسة، قام الفريق بدمج الثلج مع مجموعة متنوعة من الأملاح المختلفة التى لوحظت على أوروبا، مثل كبريتات المغنيسيوم وكلوريد الصوديوم، وقاموا بتفجير الخلائط بإشعاع شبيه بالمشترى - وكلها أنتجت تأثيرًا متوهجًا.
وقالت بريانا هندرسون من مختبر الدفع النفاث، والتى شاركت فى تأليف البحث: "عندما جربنا تركيبات جليدية جديدة، بدا التوهج مختلفًا، وحدقنا جميعًا فى الأمر لفترة ثم قلنا هذا جديد، أليس كذلك؟ هذا بالتأكيد توهج مختلف؟ لذلك وجهنا مطيافًا إليها، ولكل نوع من الجليد طيف مختلف ".
تم تصميم نموذج سطح أوروبا فى غرفة الجليد فى مختبر الدفع النفاث لاختبار الطاقة العالية للإلكترون وبيئة الإشعاع (ICE-HEART)، وعلى الرغم من أن الفريق كان يأمل فى رؤية توهج، فقد فوجئوا بأن نوع التوهج يتنوع فى مجموعات مختلفة.
وقال فريد بيتمان، المؤلف المشارك للورقة البحثية: "رؤية محلول كلوريد الصوديوم بمستوى أقل بكثير من التوهج كانت لحظة غيرت مسار البحث".
من المقرر أن تطلق وكالة ناسا مهمة لأوروبا فى منتصف عام 2020 والتى ستجمع بيانات عن سطح القمر خلال عدد من الرحلات الجوية أثناء الدوران حول كوكب المشتري، على الرغم من أن هذه المهمة ليست مصممة للبحث عن الحياة، إلا أنها ستفحص أوروبا لمعرفة ما إذا كانت قادرة على استضافة الحياة.