على مدى السنوات الخمس الماضية، لم تنم مبيعات الأجهزة اللوحية، وكانت هناك الكثير من الأسباب لذلك، فمع استمرار نمو حجم شاشات الهواتف الذكية، شعر عدد أقل من المستهلكين أنهم بحاجة إلى جهاز لوحى، وبالإضافة إلى ذلك، لا يخطط معظم المستهلكين لترقية أجهزتهم اللوحية بقدر ما يفعلون بهواتفهم، لكن هذا العام حدث شيء جعل الأجهزة اللوحية منتجًا تقنيًا جذابا مرة أخرى وهى وباء كورونا العالمي.
فمع ازدياد عدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل، اختار الكثيرون شراء جهاز لوحى لوظائفهم، ومع إجبار COVID-19 الأطفال على الدراسة من المنزل، كانت الأجهزة اللوحية هى المنتج الذى يستخدمه معظم الطلاب للتعلم عن بعد، وخلال تلك الساعات التى كان الأطفال يبحثون فيها عن شيء يشغل عقولهم، لجأ العديد من الآباء إلى الأجهزة اللوحية لملء هذا الفراغ.
ووفقًا لشركة الأبحاث Canalys، احتلت شركة أبل المرتبة الأولى فى توريد الأجهزة اللوحية خلال الربع الثالث من هذا العام الذى استمر من يوليو إلى سبتمبر، فخلال تلك الفترة، استحوذت الشركة على 34.4٪ من سوق الأجهزة اللوحية العالمية مقارنة بـ 33.2٪ خلال نفس الربع من العام الماضي، فيما احتلت حصة سامسونج البالغة 20.4٪ فى الربع الأخير المرتبة الثانية تليها هواوى (11.5٪) وأمازون (11.3٪) ولينوفو (9.1٪).
وتقول فيكتوريا لى، محللة شركة Canalys، إن الأجهزة اللوحية هى الجهاز المثالى فى أوقات كهذه، وقالت: "لقد عادت الأجهزة اللوحية من الموت لأنها توفر التوازن المثالى بين قابلية التنقل وقوة الحوسبة فى نطاق واسع من نقاط الأسعار خلال هذا الوقت الحرج، وتعد الأجهزة اللوحية خيارًا طبيعيًا لمستخدمى أجهزة الكمبيوتر لأول مرة والذين يريدون شيئًا غير معقد وبأسعار معقولة للعمل معها ".
وأضافت: "هناك عامل مساهم آخر وهو الدور الذى تلعبه هذه الأجهزة اللوحية فى تسارع وتيرة التحول الرقمى الذى تقوم به الشركات الكبيرة والصغيرة، وتسمح الأجهزة اللوحية المتصلة للشركات بنشر نقاط النهاية فى مراحل حاسمة فى رحلات العملاء وفريق المبيعات، وبالتالى مساعدة هذه الشركات على ركوب العاصفة، وستجد الأجهزة اللوحية نفسها فى قلب كل تحول رقمى فى المستقبل. "
وخلال الربع المالى الرابع لشركة أبل (وهو الربع الثالث من التقويم)، باعت أبل 6.8 مليار دولار من أجهزة iPad والتى فاقت توقعات المحللين لمبيعات بلغت 6.14 مليار دولار، وقد يكون أداء الربع الحالى جيدًا أيضًا بعد أن أصدرت أبل زوجًا من الأجهزة اللوحية الجديدة الشهر الماضي.
ويعد iPad من الجيل الثامن هو أحدث إصدار أساسى من قائمة الشركة، لكن هذا الطراز كان بعيدًا جدًا عن الجيل الرابع من iPad Air والذى يجب على مشترى الأجهزة اللوحية شراؤه بدلاً من الإصدار الحالى من iPad Pro، ذلك لأن iPad Air الجديد مدعوم بنفس شريحة 5nm A14 Bionic القوية والموفرة للطاقة والمستخدمة فى تشكيلة سلسلة iPhone 12.
وبالإضافة إلى ذلك، نقلت أبل مستشعر Touch ID داخل زر الطاقة مما يسمح لها بتقليل حجم الحواف دون استخدام Face ID، ويتوفر iPad Air من الجيل الرابع بسعة تخزين 64 جيجابايت أو 256 جيجابايت بينما يمكن شراء جهاز iPad من الجيل الثامن بسعة تخزين 32 جيجابايت أو 128 جيجابايت.
وفقًا لمحلل TF International الشهير Ming-Chi Kuo، يمكننا أن نرى ثلاث طرازات iPad مختلفة فى السوق العام المقبل، ويتوقع Kuo أن تصدر أبل جهاز iPad Pro مقاس 12.9 بوصة، و10.2. iPad، و 7.9iPad mini مقاس 7.9 بوصة، ويقال إن جهاز iPad Pro سيصدر فى الربع الأخير من العام المقبل وسيكون أول من يستخدم شاشة LED صغيرة للإضاءة الخلفية، وسيتم توفير هذا الأخير لشركة أبل بواسطة LG Display.
وتوفر الشاشة صورًا أكثر وضوحًا وإشراقًا، كما أنها أكثر كفاءة فى استهلاك الطاقة من الشاشات التى تستخدمها أبل حاليًا، وبينما يحظى ايفون بمعظم الاهتمام، تعمل أبل على زيادة مجموعة iPad الخاصة بها وهى تفعل ذلك بشكل صحيح حيث بدأ سوق الأجهزة اللوحية فى العودة إلى الحياة.