تعرض مرصد أريسيبو المشهور عالميًا في بورتوريكو، المعروف بمساعدة العلماء على النظر إلى الفضاء السحيق والاستماع إلى موجات الراديو البعيدة، لأزمة حقيقية ومن المقرر إيقاف تشغيله وهدمه بعد أن خلص المهندسون إلى أن هيكل المنشأة معرض لخطر الانهيار، بينما ستحاول الفرق إنقاذ بعض أجزاء المرصد، فإن إيقاف التشغيل سيضع نهاية للتلسكوب الشهير البالغ من العمر 57 عامًا، والذي ظهر في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية.
وفقا لما ذكره موقع "the verge"، يأتي القرار بعد تعطل كبلين رئيسيين بالمنشأة خلال الأشهر القليلة الماضية، مما تسبب في أضرار جسيمة للمرصد.
أجرت المؤسسة الوطنية للعلوم (NSF)، التي تشرف على التلسكوب تقييم تأثير انقطاع الكابلات، ووجدت أن الكابلات الأخرى بالمنشأة قد تتعطل أيضًا قريبًا.
إذا انكسرت بعض الكابلات المتبقية، يخشى المهندسون من أن المنصة المعلقة التي يبلغ وزنها 900 طن فوق المنشأة قد تتعطل على طبق أريسيبوالشهير الذي يبلغ عرضه 1000 قدم.
كما أنه من الممكن أيضًا أن تنقلب ثلاثة أبراج محيطة، يبلغ ارتفاعها أكثر من 300 قدم في أي اتجاه، مما قد يصيب مركز الزوار أو المباني المجاورة المهمة الأخرى.
مع وضع هذا التهديد الوشيك في الاعتبار، قررت NSF أنه لا يمكن إصلاح أريسيبو بأمان دون المخاطرة بحياة الإنسان.وقام مهندسو الوكالة بإخلاء المنشأة وأنشأوا منطقة حظر أمان حول الأماكن التي قد يتعرض فيها الأشخاص للخطر إذا حدث انهيار.
يعمل المهندسون الآن على خطة لكيفية تفكيك المنشأة بأمان، والتي يمكن أن تشمل استخدام طائرات الهليكوبتر وربما حتى عمليات الهدم بالمتفجرات.
قال شون جونز ، المدير المساعد لمديرية العلوم الرياضية والفيزيائية في NSF، خلال مكالمة مع المراسلين: "هذا القرار ليس قرارًا سهلاً لمؤسسة العلوم الوطنية، لكن سلامة الناس هي أولويتنا الأولى".
كان مرصد أريسيبو جزءًا مهمًا من المجتمع العلمي على مدار نصف القرن الماضي، مما سمح للعلماء بمراقبة الأجسام والأحداث الغريبة في الفضاء السحيق، مثل النجوم النابضة والاندفاعات الغامضة لموجات الراديو البعيدة، كما أن أريسيبو أيضًا أداة رئيسية في البحث عن الكويكبات التي تدور بالقرب من الأرض، مما يساعد علماء الفلك في العثور على الأجسام التي يمكن أن تشكل تهديدًا على الكوكب.