أظهر العلماء في معهد سانفورد بورنهام بريبيس للاكتشافات الطبية، أن ذباب الفاكهة الذي قضى عدة أسابيع في محطة الفضاء الدولية شهد تغيرات هيكلية وكيميائية حيوية عميقة في قلوبه، حيث تشير الدراسة، التي نُشرت اليوم في Cell Reports ، إلى أن الرواد الذين يقضون وقتًا طويلاً في الفضاء، وهو ما سيكون ضروريًا لتشكيل مستعمرة القمر أو السفر إلى المريخ البعيد، قد يعانون من تأثيرات مماثلة وقد يستفيدون من تدابير الحماية لقلوب أكثر صحة.
وفقا لما ذكره موقع "phys"، كشف البحث أيضًا عن رؤى جديدة يمكن أن تساعد يومًا ما الأشخاص على الأرض الذين يقضون وقتًا طويلاً في الراحة في الفراش أو يعانون من أمراض القلب.
تقول كارين أوكور، دكتوراه وأستاذة مساعدة في برنامج التنمية والشيخوخة والتجديد في Sanford Burnham Prebys ، "للمرة الأولى، يمكننا أن نرى التغيرات الخلوية والجزيئية التي قد تكمن وراء حالات القلب التي تظهر في دراسات رواد الفضاء".
وأضافت أوركور، "بدأنا هذه الدراسة لفهم آثار الجاذبية الصغرى على القلب، والآن لدينا خارطة طريق يمكننا استخدامها لبدء تطوير استراتيجيات للحفاظ على قلوب رواد الفضاء قوية وصحية."
أظهرت الدراسات السابقة أنه في ظل ظروف الجاذبية الصغرى، يتحول قلب الإنسان من شكل بيضاوي إلى شكل كروي أكثر، وتؤدي رحلة الفضاء أيضًا إلى إضعاف (ضمور) عضلة القلب، مما يقلل من قدرتها على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم.
وعلى الرغم من ذلك حتى الآن، اقتصرت دراسات القلب البشريالتي اكتملت باستخدام الموجات فوق الصوتية التي أجريت على محطة الفضاء الدولية على عدد صغير نسبيًا من رواد الفضاء.
وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسات، إلا أنها لم تكشف عن التغيرات الخلوية والجزيئية التي تؤدي إلى هذه التحولات، وهي المعلومات اللازمة لتطوير إجراءات مضادة من شأنها أن تحافظ على سلامة رواد الفضاء في الرحلات الطويلة.
وتُظهر نتائج اليوم أن الجاذبية الصغرى يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على القلب، مما يشير إلى أن التدخل الطبي قد يكون ضروريًا للسفر في الفضاء لفترات طويلة، وتشير إلى عدة اتجاهات للتطور العلاجي.