توصلت دراسة جديدة إلى أن قمر كوكب المشترى أوروبا قد ينفث الماء في الفضاء من جيوب صغيرة في قشرته الجليدية، وهو أحد أحد أقمار كوكب المشترى الأربعة الكبرى، الذى يؤوي محيطًا ضخمًا من المياه المالحة تحت قوقعته الجليدية، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أفضل الرهانات في النظام الشمسي لاستضافة حياة فضائية.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكى رصد تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا وأدوات أخرى أدلة على وجود أعمدة متفرقة من بخار الماء ترتفع ربما 120 ميلاً (200 كيلومتر) فوق سطح أوروبا المتجمد.
وتأتى هذه المياه من المحيط المدفون، مما يزيد من احتمالية أن مركبة فضائية يمكن أن تأخذ عينات من هذه البيئة التي قد تكون داعمة للحياة دون حتى أن تلمس القمر.
ويمكن إجراء مثل هذا العمل في أخذ العينات بواسطة مسبار Europa Clipper التابع لناسا، والذي من المقرر إطلاقه في منتصف عام 2020.
وسيدور كليبر حول كوكب المشتري ويدرس أوروبا خلال العشرات من الرحلات الجوية القريبة، ويميز المحيط والقشرة الجليدية ويستكشف مواقع الهبوط المحتملة لمركبة هبوط في المستقبل، وقد يكون لتلك الأعمدة الكبيرة الظاهرة صلة أصغر تنبعث من مصدر تحت السطح مباشرة.
وحلل العلماء بقيادة جريجور شتاينبروج من جامعة ستانفورد وجوانا فويجت من جامعة أريزونا منطقة مانانان كريتر في قمر أوروبا، والتى يبلغ عرضها 18 ميلًا (29 كم) تم إنشاؤها بواسطة تأثير عشرات الملايين من السنين.
أدت الحرارة الناتجة عن هذا التأثير بلا شك إلى إذابة جزء كبير من الجليد القريب، وصمم الباحثون نموذجًا لما حدث بعد ذلك.ووجدوا أن بعض الجيوب من المحلول الملحي السائل نجت على الأرجح لفترة بعد أن تم تجميد معظم المياه الذائبة.
وقرر الفريق أن مثل هذه الجيوب يمكن أن تتحرك بشكل جانبي عن طريق إذابة بعض الجليد المجاورة، مما تسبب في تراكم الضغط الذي أدى في النهاية إلى انفجار عمود يبلغ ارتفاعه 1.6 كم تقريبًا.
وقال روبرت بابالاردو، عالم مشروع يوروبا كليبر، من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا ، في البيان نفسه: "إن العمل مثير، لأنه يدعم مجموعة الأبحاث المتزايدة التي تظهر أنه يمكن أن تكون هناك أنواع متعددة من الأعمدة في قمر أوروبا".