أعلن مدير معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أناتولي بيتروكوفيتش، اليوم الأربعاء، أن الشمس عاشت نصف عمرها وستبدأ في تهديد الأرض بارتفاع درجة الحرارة خلال بضع مئات من ملايين السنين، وقال بيتروكوفيتش لوكالة "سبوتنيك": "كانت نجمتنا عندما ولدت أكثر برودة من الآن وبمرور الوقت تسخن تدريجيا ويزداد تدفق الإشعاع منها"، وأضاف الخبير الروسي، قائلا: "وفقًا للمفاهيم الحديثة ستبدأ الشمس في تهديد الأرض في غضون بضع مئات من ملايين السنين، لأن التدفق الحراري الذي سيأتي منها سيصبح مفرطا بالنسبة لمناخ الأرض الحديث".
وأشار إلى أنه لا يزال أمام البشرية الكثير من الوقت لحل هذه المشكلة بطريقة ما، على سبيل المثال، من خلال تنظيم الغلاف الجوي، أو الانتقال من الأرض إلى كوكب أخر، وأوضح بيتروكوفيتش أن الشمس عاشت حوالي 4.5 مليار سنة وتبقى لها نفس الفترة الزمنية تقريبًا في وضعها الحالي، قائلاً: "هذه دورة حياة نموذجية لمثل هذا النجم، وعندما يتعلق الأمر بالمرحلة النهائية، ستبدأ في التحول إلى عملاق أحمر، وتتوسع وربما تبتلع الأرض".
وتعمل شمسنا، مثل كل النجوم، منخلال اندماج الهيدروجين فى عناصر أثقل، والاندماج النووى لا يجعل النجوم تتألق فقط بل هو أيضا مصدر أساسى للعناصر الكيميائية التى تكوّن العالم من حولنا، ويأتى الكثير من فهمنا للاندماج النجمى من النماذج النظرية للنواة الذرية، ولكن بالنسبة لأقرب نجم لدينا، هناك مصدر آخر: النيوترينوات التى أنشئت فى لب الشمس، بحسب وكالة سبوتنيك.
وعندما تخضع النوى الذرية للاندماج، فإنها تنتج ليس فقط أشعة جاما عالية الطاقة، لكن أيضا النيوترينوات، وبينما تقوم أشعة جاما بتسخين باطن الشمس على مدى آلاف السنين، فإن النيوترينوات تخرج من الشمس بسرعة الضوء تقريبا، بحسب روسيا اليوم.
واكتُشفت النيوترينوات الشمسية لأول مرة في الستينيات، لكن كان من الصعب معرفة الكثير عنها بخلاف حقيقة أنها انبعثت من الشمس، ووفقا للنظرية، يجب أن يكون الشكل السائد للاندماج في الشمس هو اندماج البروتونات التي تنتج الهيليوم من الهيدروجين، وتُعرف باسم سلسلة pp، وهي أسهل تفاعل تخلقه النجوم.