تتجه بريطانيا لتحقيق أكثر الأعوام استدامة على الإطلاق، وسط المجهودات الخاصة بدفع الطاقة المتجددة، وانخفاض الطلب على الطاقة بسبب جائحة فيروس كورونا، ووفقًا للشبكة الوطنية، فإن "كثافة الكربون" لنظام الكهرباء، أي قياس مدى تلوثه، من يناير إلى نوفمبر لم تكن أبدًا بهذه المقاييس القليلة نسبيا.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإنه حتى الشهر الماضي، بلغ المقياس 181 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون المنبعث لكل كيلوواط/ ساعة من الكهرباء المنتجة، وكان متوسط كثافة الكربون لعام 2019 هو 215 جرامًا، فانخفض الرقم ليس فقط هذا العام ولكنه أيضا كان ينخفض سنويًا منذ عام 2013، عندما كان 529 جرامًا، وكانت طاقة الفحم لا تزال مهيمنة.
فيما كشفت لجنة تغير المناخ، وهي هيئة استشارية حكومية مستقلة، أنه للوصول إلى هدف صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول منتصف القرن، ستحتاج شبكات الطاقة البريطانية إلى إزالة الكربون نهائيا بحلول عام 2035 على أبعد تقدير.
كما أنه حتى الآن، تم تحقيق خفض كثافة الكربون في الشبكة الوطنية بشكل أساسي عن طريق الإلغاء التدريجي لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
وقد كان الدافع وراء ذلك مجموعة من التشريعات البيئية، وإدخال ضريبة الكربون وإعانات الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكتلة الحيوية.
وتسبب انخفاض الطلب على الطاقة الناتج عن إغلاق المصانع والمكاتب خلال جائحة فيروس كورونا على تخفيف البصمة الكربونية لنظام الكهرباء في بريطانيا هذا العام، حيث انخفض استخدام الكهرباء بنحو 20 % على المستويات النموذجية، مما أدى إلى فترة قياسية مدتها 68 يومًا لم يتم الحصول فيها على أي طاقة مستخدمة من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
شهد الطقس الدافئ لشهر مايو أدنى كثافة كربونية شهرية على الإطلاق، بمتوسط 143 جرامًا فقط لكل كيلوواط/ ساعة من الكهرباء، في حين قدم 24 مايو أدنى يوم على الإطلاق، حيث بلغت كثافة الكربون 46 جرامًا.
وجدير بالذكر أنه تم تحطيم رقم قياسي آخر في 18 ديسمبر من هذا العام، عندما قدمت طاقة الرياح 17.3 جيجاوات من الطاقة بين 1 - 1.30 مساءً، أي ما يعادل 43.2% من الإمدادات.