تسبب الطقس القاسي عام 2020 في خسائر بشرية ومالية ضخمة، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة كريستيان إيد، ويرى الخبراء أن الأمور ستزداد سوءًا في المستقبل بسبب تغير المناخ.
وأحصت دراسة كريستيان إيد عشرة أحداث مناخية قاسية في عام 2020، كلفت الآلاف من الأرواح البشرية وملايين الدولارات من شركات التأمين، ستة من هذه العشرة حصلت في آسيا وحدها، حيث سببت الفيضانات في الصين والهند أضرارًا تجاوزت 40 مليار دولار.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى تجاوز الخسائر المُسببة بوساطة الأعاصير والحرائق 60 مليار دولار في الولايات المتحدة عام 2020، وتراوحت تكلفة قائمة الأحداث العشرة بين 1.5 مليار دولار وحتى 5 مليارات دولار لكل حدثٍ بمفرده.
ولا تتعلق أضرار هذه الأحداث بالتكاليف المالية فقط، فقد تكبّد البشر كثيرًا في المناطق المتضررة، إذ أدى موسم الرياح الموسمية الممطرة في آسيا إلى عواصف هائلة، ليُنهي حياة أكثر من 2000 شخص، ويُشرد ملايين آخرين من منازلهم.
وتأثرت الصين بشدة بهذه العواصف، لتصل الأضرار إلى 32 مليار دولار بين يونيو وأكتوبر من عام 2020، وابتليت إفريقيا بأسراب الجراد في العام 2020، ما أدى إلى خسارة وإتلاف 8.5 مليار دولار من المحاصيل وغيرها من النباتات.
وتؤكد كريستيان أيد أن أرقامها مجرد تقديرات، ومن المرجح أن الأضرار أكثر ممّا قدرته، وتعتبر هذه الأحداث كوارث "بطيئة الحركة" نسبيًا، وسلطت الدراسة الضوء على بعض أحداث الطقس المتطرفة الأسرع أيضًا، فقد تسبب إعصار أمفان في خليج البنغال بأضرارٍ تجاوزت 13 مليار دولار خلال أيام قليلة.
وقال الدكتور روكسي ماثيو كول، عالم المناخ في المعهد الهندي للأرصاد الجوية المدارية، لمحطة بي بي سي "تراوحت درجات الحرارة بين 30 درجة مئوية و 33 درجة مئوية في بحر العرب وخليج البنغال. وأدّت درجات الحرارة المرتفعة هذه إلى اشتداد سريع لإعصاري أمفان ونيسارجا."
2021: أفضل أم أسوأ؟
وألقت الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة اللوم على تغير المناخ. فمثلًا؛ تسببت الأمطار الغزيرة في المنطقة العربية والقرن في وباء الجراد الإفريقي هذا العام، وقالت الدكتورة سارة بيركنز كيركباتريك، من مركز أبحاث تغير المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، في مقابلة مع بي بي سي "سيطرت الأحداث الكارثية على عام 2020 كما في العام السابق، فارتفعت درجة الحرارة العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة، ما يبرز العلاقة الحساسة بين الظروف المناخيّة الطبيعيّة وتلك المتطرفة."
ويُرجّح الخبراء ازدياد وتيرة الأحداث المناخية المتطرفة مُستقبلًا، ليسيطر الطقس المُتقلب على 2021، ويُصبح بسوء سابقه أو أسوأ، ويأمل العديد من الخبراء اتخاذ القادة السياسيين إجراءات في السنوات المقبلة للمساعدة في التخفيف من آثار الطقس شديد التقلب.
وقالت كاتبة التقرير، الدكتورة كات كرامر، من منظمة كريستيان إيد "من الضروري سن تشريعات ونشاطات في بداية عام 2021 لتغيير موجة التغير المناخي."