بعد مرور أسبوع على حادث سقوط طائرة مصر للطيران فى البحر المتوسط، دون العثور على الصندوقين الأسودين واستمرار الغموض بشأن أسباب تحطم الطائرة، قالت شبكة بلومبرج، الأمريكية، إن بعض محققى حوادث الطيران يدعون إلى توظيف تكنولوجيا البث الآنى للبيانات لاتاحة نقل بيانات التحطم على الفور.
وأوضحت الشبكة الإخبارية، على موقعها الإلكترونى، أنه بدلا من انتظار البحث عن الصندوقين الأسودين، الذى ربما يستغرق أشهر أو سنوات، فإن التكنولوجيا المعروفة بـ REAL-TIME ACCESS TO FLIGHT DATA تمكن المحققين من الوصول فورا إلى المعلومات الخاصة بالطائرة والتوصل إلى أدلة حاسمة حول أسباب الحادث، إما عن طريق تدفق المعلومات بشكل مستمر وآنى للأقمار الصناعية أو بواسطة أجهزة أخرى.
وقال تونى فازيو، الرئيس السابق لتحقيقات الحوادث بالإدارة الفيدرالية الأمريكية للطيران والذى يعمل حاليا مستشارا فى تحقيقات الحوادث الدولية، إن القائمين على صناعة الطيران عليهم أن يتوقفوا ويتساءلوا: هل حان الوقت لهذه التكنولوجيا؟، مضيفا إن الأمر بات يتطلب ذلك.
وفى حين كانت هناك حالات قليلة فى تاريخ الطيران الحديث التى خيم فيها الغموض على بعض الحوادث، فإن مجلس سلامة النقل الوطنى الأمريكى وغيره يرون أن معرفة أسباب الحادث سريعا يساعد فى منع وقوع حوادث أخرى، كما يسرع من التحقيقات فى حالة الإرهاب. فضلا عن أنه يقلل من فرص فقدان البيانات فى حال تلف المسجل أو ما يعرف بالصندوق الأسود.
وأقرت منظمة الطيران المدنى الدولية، التابعة للأمم المتحدة، فى 2 مارس هذا العام، مفهوم ضرورة إمداد الطائرات بمعدات من شأنها توفير معلومات الطيران الهامة بشكل فورى دون الحاجة إلى العثور على الصندوق الأسود. ولم تذكر المنظمة عما إذا كانت خطوط الطيران يجب أن تنقل هذه البيانات عبر موجات الأثير أم تستخدم ما يسمى بمسجلات النشر، مثل تلك التى تنتجها شركة "دى أى إس للتكنولوجيات".
ومع ذلك تلفت بلومبرج إلى أن هذه الإجراءات سوف يتم تطبيقها على عدد قليل جدا من الطائرات. ولن تدخل حيز التنفيذ قبل 1 يناير 2021، حيث سيتم تطبيقها على الطائرات المصممة حديثا، إذ لن يتم تحديث أو تعديل الطائرات التى تعمل بالفعل، ذلك بموجب توجيهات منظمة الطيران المدنى.