تشهد سماء مصر والوطن العربي بعد غروب الشمس يوم الأربعاء المقبل ظاهرة فلكية مميزة، وهي وقوع كوكب المريخ بالقرب مع عنقود نجوم الثريا حيث سيفصل بينهما 2.6 درجة، وهو أقرب اقتران لهما منذ ثلاثين، وذلك في مشهد لن يتكرر بنفس المسافة الظاهرية مرة أخرى حتى 4 فبراير 2038.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة -في بيان أصدره اليوم- إنه سيكون من السهل رؤية كوكب المريخ بالعين المجردة على الرغم من خفوت لمعانه مقارنة بالأربعة أشهر الماضية، موضحا أن يجب استخدام المنظار أو التصوير؛ لرؤية عنقود نجوم الثريا قرب الكوكب الأحمر من داخل المدن.
وأضاف أن المريخ هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس، ويستغرق حوالي سنتين من سنوات الأرض؛ ليصنع دائرة كاملة أمام الكوكبات النجمية في دائرة البروج، لذلك عادةً ما يلتقي المريخ الثريا كل عامين، ومع ذلك -كاستثناء- فإن اقتران المريخ القادم مع الثريا سيحدث في العام المقبل -بدلاً من العام الذي يليه- في 20 أغسطس 2022.
وأشار إلى أن اقتران يوم الأربعاء القادم يحدث في وقت مبكر من هذا العام، و لن تحدث أي حركة تراجعية للمريخ بين 2021 و 2022 واقتران المريخ والثريا، وبعد عام 2022 ، ستحدث اقترانات المريخ والثريا كل عامين حتى 14 مارس 2036.
وأوضح أنه في حالات نادرة يحدث أن يكون للمريخ ثلاثة اقترانات مع الثريا في فترة تبلغ حوالي 4.7 أشهر، ولكي يحدث هذا ، يجب أن يصل المريخ إلى التقابل في وقت حرج، بحيث يمكن أن يمر المريخ قرب الثريا وهو يتحرك إلى الأمام (شرقًا أمام النجوم في دائرة البروج)، ثم إلى الوراء (باتجاه الغرب أمام النجوم في دائرة البروج ) ، ثم يعود ويتحرك (شرقًا) مرة أخرى، وهذا حدث في 1991-1990، وسيتكرر من جديد في 2038-2037.
وأكد أنه لرصد اقتران المريخ بعنقود الثريا ستكون المناظير مثالية، فمن خلالها سيظهر المريخ والثريا في نفس مجال الرؤية، مشيرا إلى أن الحجم الكبير للثريا يعتبر مناسبا للمناظير التي تكشف عن العديد من النجوم الخافتة المرتبطة بالعنقود النجمي، واحتوائها كلها في منظر واحد.