يتجه العالم كله إلى استخدام السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، للتعامل مع أزمة تغير المناخ والمساعدة في التخفيف من الانبعاثات الصادرة عن حركة النقل، ولعل شركة تسلا أثبتت نجاحا كبيرا في هذا المجال حتى وصلت إلى كونها الشركة الأكبر قيمة على الإطلاق، ولكن يبقى السؤال لماذا يقبل الناس على شراء السيارات الكهربائية حول العالم؟
إذا نظرنا للمنتجات الصديقة للبيئة، سنجد أنها لم تصل للناس بشكل كبير وإن كان البعض يفضل أن يراعي البيئة فى اختياراته الشرائية، ولكن الكثيرين لا يفعلون ذلك، خاصة في سوق السيارات حيث توجد العديد من علامات السيارات التي توفر الراحة والسرعة والشكل المناسب لكل الفئات، لذلك نجد أن هذا السؤال بلا إجابة.
ربما كان عام 2020 هو العام الذي وصلنا فيه إلى نقطة تحول في اعتماد السيارات الكهربائية، حيث وصل عدد السيارات الكهربائية والحافلات وحتى الشاحنات على طرق العالم إلى مستوى جديد في العام الماضي، فعلى الصعيد العالمي، وصلت مبيعات السيارات الكهربائية إلى 2.3 مليون في عام 2020، بزيادة تقارب أربعة أضعاف في خمس سنوات فقط، وتواصل الصين ريادتها للعالم في تبني السيارات الكهربائية (EVs)، حيث تم بيع ما يقرب من 1.2 مليون مركبة هناك في عام 2019، وكان هناك 3.35 مليون مركبة كهربائية على طرق الصين بحلول نهاية العام.
أما في أوروبا، شهد عام 2020 ارتفاعًا في الطاقة الكهربائية، حيث احتلت النرويج الصدارة مع المركبات الخالية من الانبعاثات، ووفقا لأرقام ذكرها تقرير صادر عن JP Morgan، استحوذت السيارات الكهربائية من جميع الأنواع على 6% من السيارات على طرق أوروبا في عام 2020، ارتفاعًا من 1.6% فقط في العام السابق وتشكل 27% من جميع المبيعات الجديدة في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ودول أخرى.
ويرجع المحللون جزءًا من الارتفاع في السيارات الكهربائية إلى الإعانات المقدمة في بعض البلدان لتحفيز الطلب خلال أزمة فيروس كورونا، مثل الخصم البالغ 8.550 دولارًا (7000 يورو) المعروض على مشتري السيارات الكهربائية في فرنسا، كما أنه في النرويج، يتمتع سائقو المركبات الكهربائية بخصم 90٪ على ضريبة الطريق.
أما إذا تحدثنا عن الولايات المتحدة التى جاءت فى المركز الثالث بـ4% من السيارات الكهربائية بحصة السوق، فسنجد أن شركة تسلا الأمريكية وصلت لنجاح كبير في نسبة المبيعات والأرباح، والذى أرجعه البعض إلى شعبية إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، فيما أشار آخرين إلى ريادة الشركة في صناعة السيارات الكهربائية، ولكن استطلاع رأى جديد جاء ليحسم الأمر.
وأجرت هذا الاستطلاع مجموعة بحثية تسمى Escalent، وتوصلت إلى أن السبب الحقيقي أبسط وأكثر تقليدية بكثير من أي افتراضات وهو "إنهم يحبون السيارات"، وتم إجراء بحث Escalent، وهو جزء من برنامج EVForward، بين عينة من 1003 مشارك، بما في ذلك استطلاع ومجموعات تركيز ومقابلات مع خبراء الصناعة، في الفترة ما بين 21 ديسمبر 2020 و19 فبراير 2021.
وكانت الأسباب متشابهة مع ما يأمله صانعو السيارات عند إطلاق أي منتج جديد، فرأى مالكو السيارات الكهربائية والذى ينوون شرائها، أن سيارات تسلا مغرية في التصميم والأداء والتسارع وجودة البناء، وحقيقة أنها جديدة ومختلفة، كما تم الاستشهاد بقدرة الشركة على إدارة جميع جوانب شراء السيارات الكهربائية من المبيعات والتمويل والخدمة والشحن السريع وتخطيط المسار الذي يتضمن الشحن السريع.