يظهر النجم المسمى بـ "منكب الجوزاء" كنقطة حمراء زاهية، وهو نجم مدروس جيدا، فإنه قريب من الناحية الكونية، على بعد 520 سنة ضوئية فقط من الأرض، ولفت الأنظار إليه فى الماضي عندما بدأ في التعتيم بشكل غامض، ما دفع بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأنه ربما يستعد للانفجار.
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، يقول العلماء إنه نظرا لكونه نجما كبيرا وساخنا، فقد يكون أيضا مكانا مثاليا للعثور على الأكسيونات، وهذه الأكسيونات هي جسيمات يمكن أن تحتوي على جزء من المليون أو حتى المليار من كتلة الإلكترون، وهي مرشحة مثالية لتكوين المادة المظلمة، المادة الغامضة التي تفوق إلى حد كبير المادة العادية في الكون ولكن طبيعتها ما تزال غير محددة إلى حد كبير.
كما أنه نظرا لكونها مادة مظلمة، يجب ألا تتفاعل الأكسيونات كثيرا مع الجسيمات المضيئة، ولكن وفقا لبعض النظريات، هناك احتمال ضئيل بأن الفوتونات، أو جزيئات الضوء، يمكن أن تتحول ذهابا وإيابا إلى محاور في وجود مجال مغناطيسي قوي، وفقا لما قاله منغجياو شياو، عالم الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في كامبريدج، لموقع "لايف ساينس".
وتعتبر النواة الحرارية النووية للنجم مكانا جيدا للعثور على كميات وفيرة من الفوتونات والمغناطيسية، ويمكن تصور "منكب الجوزاء"، الذي تبلغ كتلته 20 ضعف كتلة الشمس، "ما نسميه مصنع أكسيون".
ويعد "منكب الجوزاء" في مرحلة الحياة حيث لا ينبغي أن يصدر الكثير من ضوء الأشعة السينية، لذا فإن أي إشعاع يتم اكتشافه منه قد يشير إلى وجود المحاور.
واستخدم شياو وزملاؤه مصفوفة التلسكوب الطيفي النووي الفضائي (نوستار) التابع لناسا، للبحث عن بصمة الأشعة السينية القادمة من "منكب الجوزاء"، على الرغم من أنهم لم يروا شيئا يتجاوز ما كان متوقعا من العمليات الفيزيائية الفلكية العادية مثل الكمية الصغيرة من الأشعة السينية.
وتشير النتائج، التي قدمها شياو في 20 أبريل في اجتماع الجمعية الفيزيائية الأمريكية، إلى أن الفوتونات والمحاور أقل احتمالا بثلاث مرات على الأقل مما كان يعتقد سابقا.
وحتى لو رأى الباحثون أشعة سينية غير متوقعة قادمة من نجم، فلن يشير ذلك بالضرورة إلى أن المحاور حقيقية، وما يزال يتعين على العلماء استبعاد العديد من تفسيرات المادة غير المظلمة للإشارة قبل التحول إلى فيزياء جديدة.
وقال شياو إنه من الممكن أن تساعد الأكسيونات، إذا عُثر عليها يوما ما، علماء الفلك على فهم أفضل لمنكب الجوزاء.