رجّحت أغلبية الرؤساء التنفيذيين (60%) تسجيل الأسواق طفرة تجارية خلال الفترة المقبلة مقابل نسبة أقبل (40%) توقعوا أن تشهد الأسواق حالة من الركود خلال العامين 2021 و2022، وذلك وفقا لاستطلاع آراء حديث أجرته مؤسسة جارتنر للأبحاث شمل عددا من الرؤساء وكبار المدراء التنفيذيين بالعالم.
كما أن معظم المشاركين (35%) يتوقعون أن تستعيد – أو ربما تتجاوز - الأسواق مستويات العائدات التي سجلتها الأسواق في العام 2019 في مرحلة مبكرة بداية من العام الجاري.
وقال مارك راسكينو، نائب الرئيس للأبحاث لدى "جارتنر": "إن قائمة أولويات الرؤساء التنفيذيين للعام 2021 تعكس درجة الثقة هذه، إذ يشترك ما يزيد عن النصف منهم في اعتبار النمو محور تركيزهم الرئيسي بالنظر إلى حجم الفرص الواعدة التي يمكن استشعارها في مرحلة ما بعد الجائحة، إضافة إلى التطورات التقنية والإجراءات التي تتخذها الشركات".
وأضاف:" أن جهود قادة الأعمال سوف تنصب خلال العام الجاري على رسم تصوّر يستوعب معالم الأسواق في مرحلة ما بعد الجائحة، والسعي نحو إيجاد استراتيجيات متوسطة – إلى بعيدة المدى لأعمالهم بما يتناسب مع هذا الواقع الجديد، ومن المرجّح أنهم سيجدون أنفسهم أمام موجة جديدة من التغييرات الجوهرية التي تنعكس على الإمكانيات والمواقع والمنتجات ونماذج الأعمال".
"الرقمنة" أولوية للرؤساء التنفيذيين
تمثّل التغييرات المتعلقة بالأمور التقنية ثاني أهم أولويات الرؤساء التنفيذيين. ولدى سؤالهم عن أبرز خمس أولويات استراتيجية بالنسبة لأعمالهم خلال العامين القادمين، اختار كل من المشاركين الإجابة على ذلك بطريقته الخاصة، إلا أن إجابات الرؤساء التنفيذيين تضمنت استخدم كلمة "رقمي" بصورة متزايدة، حيث وردت الكلمة في إجابة واحد من بين كل خمسة رؤساء تنفيذيين من المشاركين في استطلاع الآراء لهذا العام، كما أن "الإمكانيات الرقمية" كانت الفئة الوحيدة التي أبدى الرؤساء التنفيذيين المشاركين عزمهم زيادة حجم استثماراتهم فيها خلال العام 2021.
وعندما يتعلق الأمر بتحديد أي من هذه التقنيات، أشار الرؤساء التنفيذيون إلى الذكاء الاصطناعي AI بكونها التقنية الأكثر تأثيرا.
وقال ما يزيد عن 30% منهم أن الحوسبة الكمية ستكون وثيقة الصلة بخطط أعمالهم على المدى البعيد، لكنهم ما زالوا غير واثقين تماما من كيفية تحقيق ذلك.
توقعات بموجة من عمليات الاستحواذ والاندماج
برزت "إجراءات الشركة" ضمن ثالث أهم الأوليات الاستراتيجية للأعمال لدى الرؤساء التنفيذيين المشاركين في الاستطلاع، والذين أجمعوا على تكرار ذكر عمليات الاستحواذ والاندماج، بزيادة بلغت 75% عن العام الماضي. وهذا ما يسلط الضوء على رغبة لدى عدد من الرؤساء التنفيذيين في الاستفادة من ظروف تراجع النشاط التجاري الحالي بسبب الجائحة، وذلك من خلال فرص لتنمية أعمالهم عبر عمليات الاستحواذ أو الاندماج الممكنة.
إقرار بالتأثير المجتمعي على الأعمال
يتوقع ما يزيد عن 80% من الرؤساء التنفيذيين المشاركين في الاستطلاع أن تتسبب الجائحة في تغييرات دائمة على السلوك المجتمعي، مثل اعتماد العمل الهجين (ما بين العمل المكتبي والعمل عن بعد) بصورة دائمة، كما تشير التوقعات إلى تغيرات في سلوك العملاء أيضا: بل إن الهاجس الأكبر للمدراء التنفيذيين يتمثل في القيود التي قد تفرض نفسها على طلب العملاء، لا سيما في قطاعات مثل السياحة والسفر، الأمر الذي سيدفع كلا من العملاء والرؤساء التنفيذيين الماليين على حد سواء إلى الإحجام عن أية نفقات متعلقة بهذا الجانب.
ومع بروز عدد من القضايا مثل شؤون الاستدامة والعدالة الاجتماعية التي باتت تشغل الرأي العام في عدد من البلدان، فإن 39% من الرؤساء التنفيذيين يقولون بأن اتخاذ مواقف فاعلة على صعيد قضايا العدالة الاجتماعية أمر إيجابي بالنسبة لأعمالهم التجارية وأن الأمر محل إجماع لدى جميع العاملين لدى هذه المؤسسات، إلا أن هذا يدع 61% من باقي المشاركين في حيرة من أمرهم أمام هذه القضايا – فالغالبية منهم لا يزالون غير واثقين ولا مرتاحين من تطورات الأعمال في ظل هذه التغيرات الحاصلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قرابة نصف الرؤساء التنفيذيين (45%) أشاروا إلى أن إجراءات التعامل مع التغييرات المناخية تنعكس بتأثيرات واضحة على سير أعمالهم.