أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) مشروعًا جديدًا طموحًا لبناء شبكة للملاحة والأقمار الصناعية للاتصالات في مدار حول القمر، ويمكن لهذه البنية التحتية الجديدة أن تحول القمر يومًا ما إلى "القارة الثامنة" حيث تصل البشرية وتبني المدن على سطح القمر.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تقول وكالة الفضاء الأوروبية إن المشروع، المعروف باسم نور القمر Moonlight، سيدعم محطة البوابة القمرية الفضائية، ووكالات متعددة تعمل في مهمات القمر والاستكشاف البشري.
فيما ستكون أول خدمة تجارية من نوعها في العالم، حيث فاز عدد من الشركات البريطانية بعقود للتحقيق في كيفية عملها، وتبلغ قيمتها أكثر من مليوني جنيه إسترليني.
وقال ديفيد باركر من وكالة الفضاء الأوروبية: "نحن ندخل مرحلة جديدة، وهى الاستكشاف المنهجي لـ" قارتنا الثامنة " القمر".
القمر هو مستودع لـ4.5 مليار سنة من تاريخ النظام الشمسي، لكننا بالكاد بدأنا في الكشف عن أسراره، ولذا فإن ضوء القمر هو شيء نراه مثيرًا حقًا، كبنية تحتية ضرورية لدعم الاستكشاف المستمر.
ولم تصدر وكالة الفضاء أي تفاصيل عن التكلفة النهائية للمهمة أو متى قد تكون جاهزة وعاملة بالكامل.
وسيعمل عدد من الشركات من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا مع وكالة الفضاء لتطوير مشروع ضوء القمر، بما في ذلك كيفية توفير خدمات الاتصالات والملاحة للبعثات المستقبلية، الكبيرة والصغيرة، المأهولة والروبوتية.
وتقول الوكالة: "مثل هذا الرابط القمري الدائم سيمكن استكشاف الفضاء المستدام"، وهو أحد أهداف مهمة ناسا أرتميس لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2024.
وتتوقع الوكالة أنه في المستقبل، بفضل البوابة القمرية وقاعدة القمر على السطح، ستكون هناك رحلات منتظمة ذهابًا وإيابًا، وسيكون هذا مختلفًا تمامًا عن عصر أبولو لاستكشاف القمر، والذي تضمن سلسلة من المهام لمرة واحدة للهبوط على سطح القمر.
وستسمح خدمة الاتصالات والملاحة القمرية الموثوقة والمخصصة للبعثات بالهبوط في أي مكان تريده، يمكن لعلماء الفلك الراديوي إنشاء مراصد على الجانب الآخر من القمر، مع العلم بأن هذه الإشارات سيتم نقلها بسهولة وسرعة إلى الأرض.
ويمكن للمركبات الجوالة أن تتحرك فوق سطح القمر بسرعة أكبر، واقترحت وكالة الفضاء الأوروبية أنه بإمكان هذه الشبكة حتى تمكين النقل عن بعد للمركبات الجوالة وغيرها من المعدات من الأرض.