تشير محاكاة حاسوبية، إلى أن أحد أقمار كوكب المشتري، أوروبا، قد يكون مكانا واعدا للحياة أكثر مما كان يعتقده العلماء، وتشير دراسة حديثة إلى أن البراكين النشطة قد تكمن في قاع البحر في أوروبا الذي يبلغ عرضه 1940 ميلا (3120 كيلومترا)، والذي يضم محيطا ضخما من المياه المالحة تحت قوقعته الجليدية.
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، قال العلماء إن مثل هذه البراكين يمكن أن تشغل الأنظمة الحرارية المائية في أعماق البحار، وهي بيئات غنية بالطاقة الكيميائية التي يمكن أن تستغلها أشكال الحياة المحتملة في أوروبا.
وأوضحت ماري باونهونكوفا، مؤلفة الدراسة الرئيسية بجامعة تشارلز في جمهورية التشيك، في بيان: "تقدم نتائجنا دليلا إضافيا على أن المحيط الجوفي لأوروبا قد يكون بيئة مناسبة لظهور الحياة".
وأضافت أن "أوروبا هو أحد الأجرام النادرة التي ربما حافظت على نشاط بركاني على مدى مليارات السنين، وربما الوحيد خارج الأرض الذي يحتوي على خزانات مياه كبيرة ومصدر طويل الأمد للطاقة".
وصاغت باونهونكوفا وزملاؤها نموذجا تفصيليا لكيفية تمدد الجزء الداخلي من أوروبا وانثنائه بينما يتم سحب القمر بواسطة جاذبية المشتري القوية.
وأفاد العلماء في الدراسة أن مثل هذا التشوه يولد حرارة احتكاكية، ما يمنع المحيط المدفون في أوروبا من التجمد، وربما يذيب جزئيا الطبقة العليا من الوشاح الصخري لقمر المشتري.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن هذا الانصهار ربما يكون قد غذى براكين قاع البحر لمعظم تاريخ أوروبا، وربما حتى يومنا هذا.
ووجد الباحثون أن النشاط البركاني يقع على الأرجح بالقرب من أقطاب أوروبا، حيث تكون أحمال الحرارة الداخلية أكثر كثافة عند خطوط العرض.
ومن المفترض أيضا أن النشاط البركاني يمكن أن يتطور بمرور الوقت، وأن مصادر الطاقة طويلة الأمد ستكون قادرة على بدء تطوير أشكال الحياة المحتملة.
وفي غضون عقد من الزمان أو نحو ذلك، يجب أن يكون الباحثون قادرين على اختبار وإكمال عمل نماذج أوروبا بوفرة من البيانات الجديدة، وذلك بفضل مهمة Europa Clipper التابعة لناسا.
ومن المقرر إطلاق مهمة Clipper في عام 2024 والوصول إلى مدار حول كوكب المشتري في عام 2030.
وسيقوم المسبار بعد ذلك بنحو 50 رحلة طيران قريبة من أوروبا على مدى أربع سنوات أرضية، ويعمل على دراسة غلافه الجليدي وما يميز المحيط تحت السطحي للقمر، واستكشاف مواقع هبوط جيدة في المستقبل، ومهام أخرى.
ويمكن لبعض ملاحظات Clipper أن تساعد الباحثين على تحديد ما إذا كانت البراكين تنفجر بالفعل على قاع المحيط في أوروبا، وتضيء مؤقتا أعماق البحار الداكنة مع ومضات حمراء برتقالية من الصخور المنصهرة.