استخدم علماء أمريكيون جهازا محمولا يمكنه تمرير التيار الكهربائي عبر جلد الرقبة إلى العصب المبهم لتحفيز نشاط الدماغ وتخفيف التعب عند الشخص الذي لم يخلد إلى النوم خلال فترة طويلة، وتشير مجلة Communications Biology، إلى أن التعب يسبب تباطؤ رد الفعل وسوء الانتباه، وهذه مشكلة خطيرة لمن يعمل ساعات طويلة متتالية، مثل الأطباء والطيارين والسائقين، حيث أي خطأ يرتكبونه يهدد حياة الكثيرين.
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، يستخدم الكافيين عادة أو محفزات كيميائية أخرى لمكافحة التعب، التي عادة تكون فعالة في حالات معينة. ولكن الأطباء لا ينصحون بتناولها باستمرار. لذلك يبحث العلماء عن طريقة جديدة لمكافحة التعب.
وقد قرر علماء مختبر بحوث القوات الجوية الأمريكية، برئاسة ليندسي ماكينتاير اختبار مدى إمكانية استخدام جهاز يباع في الأسواق، يستخدم في علاج الصداع والصداع النصفي باستخدام تيار كهربائي عبر الجلد، في تخفيض مستوى التعب من خلال تحفيز العصب المبهم.
وكما هو معروف، ينقل العصب المبهم الإشارات بين الدماغ والجهاز الهضمي والعديد من أعضاء الجسم الرئيسية، ما يحدد مزاج الشخص. وكان العلماء قد أثبتوا سابقا أن تحفيز العصب المبهم يحسن الذاكرة والتعلم.
واختار الباحثون 40 متطوعا من سلاح الجو الأمريكي، لم يناموا مدة 34 ساعة. وحدد الباحثون تسع مرات تفصل بينها فترات زمنية منتظمة، قدرتهم على البقاء يقظين وأداء مهام متعددة في نفس الوقت. وبعد 12 ساعة على بداية الاختبارات، سمح لمجموعة من المتطوعين باستخدام المحفز الكهربائي، والمجموعة المتبقية محفزا وهميا.
واتضح للباحثين، أن أفراد المجموعة التي استخدمت المحفز الكهربائي للعصب المبهم، قاموا بمهامهم بصورة أفضل، وأكدوا على أنهم يشعرون بتعب أقل، مقارنة بأفراد المجموعة التي استخدمت محفزا وهميا. وبلغت ذروة هذه التأثيرات بعد 12 ساعة من استخدام المحفز الكهربائي. وعموما، حافظ المحفز الكهربائي على يقظة الطيارين المحرومين من النوم 19 ساعة.
ووفقا للباحثين، يمكن أن يصبح تحفيز العصب المبهم بجهاز محمول طريقة بسيطة وآمنة لتقليل الآثار السلبية لقلة النوم و آثار جانبية أقل من تناول الكافيين أو الأدوية.