اتضح أن قطعة الحجر التي عثر عليها في مقاطعة جلوسترشير بإنجلترا، هي نيزك قديم عمره 4.6 مليار عام، أي أنه أقدم من الأرض التي يقدّر عمرها بنحو 4.54 مليار عام.
ويشير بيان جامعة لوفبرا البريطانية، إلى أنه وفقا للخبراء، هذا الحجر الأسود الصغير، الذي عثر عليه ديريك روبسون، مدير قسم الكيمياء الفلكية، في منظمة بحوث الفيزياء الفلكية في شرق إنجلترا (EAARO) ، هو جزء من الحطام الفضائي المتبقي بعد تشكل كواكب المنظومة الشمسية، ويعتقد أنه جاء من حزام الكويكبات الواقع بين مداري المريخ والمشتري.
ويدرس علماء الجامعة مع زملائهم من (EAARO) بنية وتركيب هذا الحجر الذي أطلقوا عليه اسم (Winchcombe) وهو اسم القرية التي عثر عليه بالقرب منها، ويأمل الباحثون الحصول على إجابات عن العمليات التي جرت في بدايات نشوء المنظومة الشمسية، وربما عن أصل الأرض ونشوء الحياة عليها.
ويقول الباحث شون فاولير، من الجامعة، يشبه هذا الحجر خرسانة هشة غير متماسكة جيدا وذات مسامية عالية متكونة من جسيمات وغبار، لم تتعرض لصدمات كونية قوية. أي أنها لم تشارك في نشوء الكواكب الأولية. وهذا يعني أنه كان خلف المريخ، لحين تكون كوكب ما. وهذه فرصة نادرة لدراسة قطعة من الماضي السحيق.
ويتكون الجزء الرئيسي للنيزك من معادن مثل الزبرجد الزيتوني وسيليكات لوحية مع شوائب معدنية تسمى كوندريت، ولكن تركيبه يختلف عن كل ما يمكن العثور عليه على الأرض، ولا يشبه تركيب النيازك التي عثر عليها سابقا، بحسب فاولير، وهذا النيزك القديم، هو عبارة عن مثال نادر لكوندريت كربوني - صخرة فضائية تحتوي على مواد عضوية. وتنسب إلى هذه الفئة من النيازك أقل من خمسة بالمئة من النيازك التي سقطت على الأرض.
ويقول ديريك روبسون الذي عثر على الحجر، "يحتوي الكوندريت الكربوني على مواد عضوية بما فيها الأحماض الأمينية الموجودة في جميع الكائنات الحية. وأن تحديد وتأكيد وجودها في النيزك القديم، سيكون خطوة مهمة في فهم كيفية نشوء الحياة ".