نشر موقع بى بى سى عربية تقريرا عن دور التطبيقات الذكية فى علاج مرض مزمن وقصة شفاء لمريضة سويدية، خاصة خلال فترة الحظر من انتشار وباء كورونا خلال العام الماضى .
وقال التقرير من النهوض من الفراش بصعوبة، إلى المواظبة على أداء التمارين الرياضية، تغيرت حالة إيفا لينا راسموسن أثناء فترة الوباء.
وتعزي راسموسن السويدية ذات الـ 55 عاما الفضل في هذا التحول لتطبيق سويدي يقدّم تمارين رياضية مصممة خصيصًا لمساعدة الذين يعانون من آلام المفاصل.
كل يوم، يرسل التطبيق رسالة تذكير إلى راسموسن لكي تؤدي سلسلة من التمارين لمدة خمس دقائق، كتمرين القرفصاء، وتمرين رفْع الساقين.
وتضمن فيديوهات توضيحية يوفرها التطبيق فهْم مستخدميه كيفية أداء التمارين على الوجه السليم، فضلا عن مناسبة التمارين مع مقدار ما يعانيه المستخدِم من آلام بحسب إجابات الأخير على أسئلة في هذا الصدد.
كما يوفر التطبيق خاصية التحدث إلى أخصائى معالجة طبيعية، والذي يتولى تنسيق عمل مكالمات فيديو منتظمة، وتقول راسموسن: "أستطيع بحق أن أشعر بالتحسن". وتعانى راسموسن من آلام فى الركبة.
وعندما بدأتْ فى العلاج باستخدام التطبيق فى مارس 2020 كانت راسموسن بالكاد تستطيع إتمام بضعة تمارين من تمرين القرفصاء، أما اليوم فهي تتباهى بالقيام بـ 21 تمرين قرفصاء.
ويسمّى التطبيق جوينت أكاديمي Joint Academy، وتمّ تدشينه عام 2014 بهدف تحسين علاج آلام المفاصل، وأسس التطبيق ليف دالبرج، أستاذ التهاب المفاصل بجامعة لوند السويدية بالشراكة مع ابنه جاكوب، الذي أرجأ دراسة علوم الحاسب للبدء في إطلاق التطبيق.
وتقول الشركة إنها تطرح بديلا للانتظار من أجل مقابلة أخصائي العلاج الطبيعي، وتحول دون وصول كثير من المرضى إلى "مرحلة متقدمة الخطورة" ومن ثمّ الخضوع لعمليات جراحية "مكلفة"، وذلك عبر أداء تمارين بسيطة.
وإبان الوباء، يقول جاكوب دالبرج (30 عاما)، إن عدد مستخدمي التطبيق حقق قفزة عن الرقم المتوقع تحقيقه حتى قبل عامين أو ربما ثلاثة.
ورغم عدول السلطات السويدية عن فرض إغلاقات رسمية بسبب الوباء، لكن حصص التمارين الرياضية ألغيت، كما عزف الكثير من المرضى وموظفي الرعاية الصحية عن التعاملات المباشرة وجها لوجه.
ولجأ نحو 50 ألف شخص إلى استخدام تطبيق جوينت أكاديمي منذ أبريل العام الماضى بحسب الشركة، مقارنة بـ 15 ألف خلال السنوات الست الأولى من إطلاق التطبيق الذي يعدّ الآن أشهر تطبيق يستخدم في علاج آلام المفاصل في السويد.
وتحظى شركة جوينت أكاديمي بترخيص في السويد كمقدم للعلاج الطبيعي، وتجني الشركة أرباحا من السلطات الصحية الإقليمية والتي تحصّل بدورها فواتير وضْع المرضى على البرامج الرقمية المخصصة للعلاج الطبيعي.
وحققت جوينت أكاديمي أرباحا تجاوزت قيمتها 7.4 مليون دولار في عام 2020.
ونجاح تطبيق جوينت أكاديمي دليل على إزدهار أوسع نطاقا تشهده خدمات الرعاية الصحية الرقمية المتخصصة في السويد.
ومن بين التطبيقات المشابهة في السويد، Blodtrycksdoktorn الذي يقدم علاجا متخصصا لمرضى ارتفاع ضغط الدم؛ وتطبيق Migränhjälpen الذى يساعد مَن يعانون من الشقيقة، وتطبيق Mindler الذى يقدم إمكانية الوصول إلى أخصائيين نفسيين.
خلال خريف 2020 لجأ واحد من بين كل خمسة سويديين إلى استخدام تطبيق رعاية صحية رقمي، بحسب مؤسسة الإنترنت السويدية، بما في ذلك واحداً من بين كل عشرة سجناء.
على الجانب الآخر، تقول نقيبة الأطباء في السويد، صوفيا ريجرين، إن تطبيقات الرعاية الصحية الرقمية "ذات أهمية كبيرة" على صعيد تطوير نظام الرعاية الصحية في البلاد، لكن ثمة نقاشات محتدمة حول طريقة تنظيم هذه الصناعة.
وثمة مخاوف من "جشع" بعض الشركات الخاصة التي تقف وراء تلك التطيبقات.
وتقول ريجرين: "نحن بحاجة إلى المزيد من البحث، ومن الأهمية بمكان تحديد نوع الرعاية المطلوبة ونوع العلاج المناسب المتاح على التطبيقات الرقمية، وفى المقابل تحديد نوع الرعاية ونوع العلاج الذي يتطلب زيارة طبيب فى مركز رعاية صحية أو مستشفى".
كما تعرب ريجرين عن قلقها من عدم تمكّن كثيرين من السويديين من استخدام التطبيقات الصحية، رغم ضعف الأميّة الرقمية فى السويد.