لم يلاحظ علماء الفلك كويكب 2021 SG الذي اقترب من الأرض في 17 سبتمبر الماضي ولم يكتشفوه إلا بعد أن وقع الكويكب بالقرب المباشر من الأرض أي على مسافة 240 ألف كيلومتر منها، ما يعد أقل من المسافة التي تفصل القمر عن الأرض.
واعترف بذلك مدير ناسا لشؤون دراسة الأجرام الفضائية، بول تشودس، فلماذا حدث ذلك ؟ - لأن كويكب 2021 SG، شأنه شأن كويكب "تشيليابينسك"، طار إلى الأرض من جهة الشمس، حيث يستحيل التعرف عليه على خلفية نجمنا إذا كانت أبعاده متواضعة.
ويرى العلماء أن طوله لا يزيد عن 94 مترا وعرضه لا يقل عن 42 مترا، لكن سرعته بلغت 68 ألف كيلومتر في الساعة، ولو سقط الكويكب على الأراضي الكندية لألحق بها أضرارا جسيمة، وكاد يسبب مأساة محلية لو سقط على مدينة كندية ما، كما كان الحال بعد سقوط كويكب منذ 3600 عام على مدينتي سدوم وعمورة وأودى بحياة 8 آلاف شخص، ويتقاطع الكويكب مع مدار الأرض مرة واحدة كل 27 شهرا.
يذكر أن علماء الفلك لم يلاحظوا العام الماضي كويكب 2020 VT4 بقطر 10أمتار والذي اقترب من الأرض إلى مسافة 380 كيلومترا فقط وطار فوق جزر Pitcairn Islands البريطانية في جنوب المحيط الهادئ. وكان عليه أن يصطدم بالمحطة الفضائية الدولية التي تحلق على ارتفاع يتراوح بين 340 و430 كيلومترا، ولحسن الحظ كانت المحطة آنذاك فوق منطقة في جنوب المحيط الأطلسي.
وعام 2018 لاحظ علماء الفلك كويكب 2009 FH بقطر 20 مترا قبل يوم واحد فقط من اقترابه الخطير من الأرض، وطار الكويكب على ارتفاع تحلق فيه الأقمار الصناعية العالية ( 32 ألف كيلومتر).
ووصلت كل تلك الكويكبات، بما فيها كويكب "تشيليابينسك" الذي سقط على منطقة الأورال في روسيا عام 2013، من جهة الشمس، ما يصعب على علماء الفلك اكتشافها.
ولا تزال البشرية مهددة لغاية عام 2026 عندما ستطلق ناسا تلسكوب NEO Surveyor الفضائي العامل بالموجات تحت الحمرا الذي يستطيع التعرف على كويكبات خطيرة تصل من جهة الشمس على مسافة ملايين الكيلومترات ليلا ونهارا وعلى خلفية الشمس.