تكاثرت التقارير والآراء حول سلوكيات آبل مع مطوري التطبيقات في الأسابيع الأخيرة، وخصوصًا بعد الصراع القضائي الذي دار بينها وبين شركة Epic Games، والذي بدأ في الأساس بعدما حظرت آبل لعبة فورتنايت عندما أتاحت مدفوعات خارجية وفقا لما نقلته aitnews.
وحكمت المحكمة الأمريكية المختصة في القضية لأول مرة منذ فترة قصيرة، وبناء على حكمها سيكون على آبل أن تغير من متجر آب ستور بشكل كبير، في حين إن شركة Epic Games لن تتمكن من إتاحة فورتنايت مرة أخرى على هواتف آيفون وحواسيب آيباد، وذلك حتى الآن.
ولا شك أن الحدث قد نال نصيبه من التغطية الإعلامية ومقالات الرأي، وكما يمكنك أن تتوقع فإن كافة المواد الإعلامية لم تتفق على رأي واحد حول الأمر.
ويمكن أن يكون لكل مستخدم رأيه الخاص في الإجابة على سؤال “هل تظلم آبل مطوري التطبيقات؟”، وبالفعل فقد أعلنت آبل رسميًا عن نيتها في تقديم تغييرات ضخمة على متجر آب ستور، وهو أمر أجبرت عليه في الواقع بعد الحكم القضائي.
ولكن ومن ناحية أخرى، تفسير مصطلح “تغيير ضخم” هو أمر نسبي للغاية، حيث إنه وحتى ولو دفعت آبل للمطورين 100 مليون دولار، وهو رقم كبير لمعظم البشر، فإن هذا لا يساوي شيء من ضمن الـ21.7 مليار دولار أمريكي الذين ربحتهم آبل في خلال الربع الأخير وحده.
وتتقاضى آبل نسبة 30% من كافة المدفوعات والمبيعات التي تتم عبر منصة آب ستور، والتي تعد واحدة من أهم “خدماتها” في واقع الحال، ويظهر وقع الحدث عند ضرب مثال لشركة ناشئة مطورة للألعاب، تخيّل أن شركة نسميها X قد طوّرت لعبة ممتازة، وأنفقت ملايين على عملية التطوير حتى وصلت إلى المنتج النهائي.
والآن تحتاج الشركة لاستعادة استثماراتها، وهنا تلكمها آبل في وجهها بأخذ 30% من أرباحها، وتأخذ آبل هذه النسبة فقط لأنها تقدم وترى المنصة، وهي منصة آب ستور.
وتنقلنا النقطة الأخيرة للجانب الآخر تمامًا، وهو استحقاق آبل لأخذ كل هذه النسبة لأن بدونها لما تمكنت تلك الشركة من نشر لعبتها بين ملايين المستخدمين، وذلك في ظل أن هناك أكثر من مليار هاتف آيفون نشط حول العالم، إلى جانب حواسيب آيباد بالطبع.
وقريبًا وطبقًا للقوانين الجديدة سيتم إرغام عملاقة كوبرتينو على السماح بوسائل الدفع الإضافية داخل التطبيقات والألعاب، ولعل هذا سيجعلها تفكر في طريقة أخرى للربح من التطبيقات والألعاب التي تستضيفها وتوصلها للملايين.
ولعل تصرف آبل كان متعنتًا إلى حد كبير عندما أوضحت أنها “لن تحظر” المطورين الذين سيحاولون الترويج لوسائل الدفع الخارجية عند إتاحتها، وهو أمر قوبل بانتقادات عديدة من المطورين من ناحية، ومن متابعي القضية من ناحية أخرى.
ولا يمكن لأحد أن ينكر أن القضية قد سارت في هذا النحو بمجرد ارتباطها بفكرة “الاحتكار”، وهي فكرة مرفوضة من جميع الجهات، لكن مسار القضية لم يتأثر كثيرًا بهذه النقطة، وإلا كانت المحكمة الأمريكية ستلزم آبل بإتاحة المتاجر الخارجية على نظام iOS.
وبدون شك، ترى الشركة أنها لا تظلم المطورين، ومن ناحية أخرى فإن المطورين يرون أنهم مظلومون، أما عن المستخدمين العاديين خصوصًا غير المتابعين للمجال التقني فإنهم على الأغلب غير مهتمين بالأمر برمته، وغالبًا ما سيستمرون في استخدام نظام المدفوعات المدمج في آب ستور.