رموز التكنولوجيا فى العالم يظهرون انتماءاتهم العنصرية مع كل حادث إرهابى

يتم توجيه العديد من الاتهامات للشركات التكنولوجية العملاقة بالعنصرية من وقت لآخر، ويزداد الأمر وضوحاً كلما مر الوقت وازدادت العمليات الإرهابية، فاستيقظ العالم أمس على حادث إرهابى وصفته أمريكا أنه الأسوأ فى تاريخها بعد أحداث سبتمبر و فى نفس اليوم أصاب العاصمة اللبنانية تفجير على يد متطرفين قرب أحد البنوك.

بالطبع الحادث الأمريكى أكثر بشاعة لكن هذا لن يشفع لقيادات شركات التكنولوجيا الذين أعربوا عن تعازيهم وأسفهم على ما حدث فى أمريكا، ولم ينطقوا بأى كلمة تعازى عن تفجير بيروت والذى كان فى نفس اليوم.

لم تكن هذه المرة الأولى فقد ظهر هذا التميز والعنصرية بأشد وجه مع قصف مدينة حلب إبريل الماضى، حيث إن من عادة مؤسس فيس بوك "مارك زوكربيرج" أن يقوم بتفعيل خاصية تحقق السلامة safety check فى المناطق التى يصيبها أى كارثة سواء طبيعية أو ارهابية لكن بالطبع تختفى هذه الخاصية عندما يتعلق الأمر بالعرب أو الشرق الأوسط.

بخلاف الخاصية مع كل حادث عالمى يطل علينا مارك فى نفس اليوم بتعازيه وبالغ أسفه عن الضحايا و المصابين لكن من الواضح أن الأمر كان مختلفا أيضا مع حلب، حيث ظهر زوكيربيرج بدور المتجاهل لعدة أيام، ما أثار غضب المستخدمين العرب وغيرهم ودعوا لحملة مقاطعة شبكة التواصل ولولا هذا ما كان ظهر رد "مارك" فى تعليق على أحد المنشورات جاء نصه "فيس بوك سيقوم بتقديم الدعم والتغطية الإعلامية لإنقاذ حلب، وأيضاً التواصل مع الأمم المتحدة ومكاتب اليونسكو، شكراً لتذكيرنا، نحن نهتم بكل الناس على حد سواء، ونحن سوف نعمل بجد لمساعدة الأشخاص الذين يعانون فى كثير من هذه الحالات بما فى وسعنا"، و حتى الآن لم نرى هذا.

فتبادل المديرون التنفيذيون والمستثمرون الكبار فى عالم التكنولوجيا التعازى و إعلانهم عن تضامنهم مع الضحايا فى أعقاب مأساة حادث إطلاق النار الليلة الماضية فى أورلاندو، فبعد ساعات قليلة من انتشار الأخبار عن الحادث بدأ عمالقة التكنولوجيا فى استخدام حساباتهم المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعى من أجل التعبير عن مشاعرهم وتعاطفهم.

وأصبح تويتر مركزا للحوار حول عملية إطلاق النار، فقام الرئيس التنفيذى لشركة تويتر "جاك دورسى" بعمل إعادة تغريد لعدد من التغريدات التى تم نشرها عن الحادث واحدة من بينها تابعة لموظف فى الشركة مثلى الجنس، أما مع أى حادث إرهابى يصيب منطقة عربية لا يتم كتابة كلمة واحدة للتعاطف أو التعازي.

فكتب تيم كوك الرئيس التنفيذى لشركة أبل أمس تغريدة ترسل تعازى لأهالى الضحايا وأصدقائهم وتعبر عن تعاطفه مع ما حدث.

ونشر مارك زوكربيرج المدير التنفيذى لشركة فيس بوك منشور لتعزية ليس فقط لأهالى الضحايا لكن لمجتمع المثليين فى كل مكان بجانب التنديد بما حدث من أعمال إرهابية ضد أبرياء، وأعلن عن تفعيل ميزة Safety Check لمساعدة الضحايا فى التواصل مع أقاربهم.