يقترح نموذج المناخ أن سطح كوكب الزهرة لم يكن أبدًا باردًا بما يكفي للمحيطات، مما يشكك فى قدرة الكوكب سابقا على أن يستضيف حياة على الإطلاق، ولطالما كان يُنظر إلى كوكب الزهرة على أنه كوكب "ميت"، لكن المهمات الجديدة لتوأم الأرض يمكن أن تكشف إذا كان لا يزال نشطًا جيولوجيًا.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن أحد الأسئلة الرئيسية التي يأمل العلماء في الإجابة عنها هو ما إذا كان كوكب الزهرة قد آوى محيطات بعد وقت قصير من ولادته قبل 4.5 مليار سنة.
كان للأرض محيطات منذ ما يقرب من أربعة مليارات سنة وكان المريخ به بحيرات وأنهار منذ 3.5 - 3.8 مليار سنة، لكن لا يزال اللغز حول ما إذا كان الماء قد تكثف على سطح كوكب الزهرة لأن الكوكب قد خضع لأحداث ضخمة عادت إلى السطح والتي حجبت معظم تاريخه.
ووفقًا لبحث جديد، يبدو أنه من غير المحتمل كون الجار الأقرب للأرض قد استضاف الحياة على الإطلاق، حيث أنشأ فريق من علماء الفيزياء الفلكية بقيادة جامعة جنيف والمركز الوطني للكفاءة في الأبحاث (NCCR) PlanetS، سويسرا نموذجًا مناخيًا لتكرار الظروف التي كانت ستبدو على كوكب الزهرة الصغير.
تشير النماذج المناخية، إلى أن درجة حرارة الغلاف الجوي لكوكب الزهرة لم تنخفض أبدًا بما يكفي لتكثف المياه، وبالتالي، لتساقط الأمطار وتتشكل المحيطات.
وقال مارتن توربيت، الذي كان أحد الباحثين الذين عملوا على النموذج: "لقد قمنا بمحاكاة مناخ الأرض والزهرة في بداية تطورهما، قبل أكثر من أربعة مليارات سنة، عندما كان سطح الكواكب لا يزال ذائبًا".
وقال الباحثون، لتكوين المحيطات، أن درجة حرارة الغلاف الجوي يجب أن تنخفض بدرجة كافية حتى يتكثف الماء وينخفض كمطر على مدى عدة آلاف من السنين، كما حدث على الأرض.
لكن نموذجهم أظهر أن درجات الحرارة لم تنخفض أبدًا بما يكفي لحدوث ذلك، وبدلاً من ذلك ظل الماء كغاز في الغلاف الجوي.
قال علماء الفيزياء الفلكية إنه على الرغم من أن الشمس في ذلك الوقت كانت أخف بنسبة 30% مما هي عليه الآن، إلا أن هذا لم يكن كافياً لخفض درجة حرارة كوكب الزهرة إلى نقطة يمكن أن تتشكل فيها المحيطات.
وكان مثل هذا الانخفاض في درجة الحرارة ممكنًا فقط إذا كان سطح كوكب الزهرة محميًا من الإشعاع الشمسي بواسطة السحب، لكن النموذج يشير إلى أن الغيوم تشكلت على الجانب الليلي من الكوكب، حيث لا يمكنها إخفاء الشمس.