وصف العلماء تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا بإنه أقوى تلسكوب فضائي تم بناؤه على الإطلاق، وبعد سنوات من التأخير وتجاوزات التكلفة بمليارات الدولارات، من المقرر إطلاق التلسكوب في المدار والدخول في الحقبة التالية من علم الفلك قريبا.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، تُظهر الأدلة أن الكون بدأ بحدث يسمى الانفجار العظيم منذ 13.8 مليار سنة، والذي تركه في حالة شديدة السخونة والكثافة، وبدأ الكون على الفور في التوسع بعد الانفجار العظيم، مما أدى إلى تبريده.
كما أنه بعد ثانية واحدة من الانفجار العظيم، كان عرض الكون يبلغ مائة تريليون ميل بمتوسط درجة حرارة لا تصدق 18 مليار درجة فهرنهايت (10 مليار درجة مئوية).
وبعد حوالي 400 ألف سنة من الانفجار العظيم، كان عرض الكون يبلغ 10 ملايين سنة ضوئية، وبردت درجة الحرارة إلى 5500 درجة فهرنهايت (3000 درجة مئوية)، وإذا كان أي شخص هناك لرؤيتها في هذه المرحلة، لكان الكون يتوهج باللون الأحمر الباهت مثل مصباح الحرارة العملاق، وكانت هذه بداية ما يسميه علماء الفلك "العصور المظلمة" للكون.
انتهت العصور المظلمة عندما شكلت الجاذبية النجوم والمجرات الأولى التي بدأت في النهاية تنبعث منها أول ضوء، وعلى الرغم من أن علماء الفلك لا يعرفون متى حدث الضوء الأول، فإن أفضل تخمين هو أنه حدث بعد مئات الملايين من السنين بعد الانفجار العظيم، ولا يعرف علماء الفلك أيضًا ما إذا كانت النجوم أو المجرات قد تشكلت أولاً.
تشير النظريات الحالية التي تستند إلى كيفية تشكيل الجاذبية لبنية في كون تهيمن عليه المادة المظلمة إلى أن الأجسام الصغيرة مثل النجوم تشكلت على الأرجح أولاً ثم نمت لاحقًا إلى مجرات قزمة ثم مجرات أكبر مثل مجرة درب التبانة، وكانت هذه النجوم الأولى في الكون أجسامًا متطرفة مقارنة بنجوم اليوم.
ويرغب علماء الفلك في دراسة هذا العصر المهم للكون، لكن اكتشاف الضوء الأول يمثل تحديًا كبيرًا، بالمقارنة مع المجرات الضخمة والمشرقة اليوم، فكانت الأجسام الأولى صغيرة جدًا وبسبب التوسع المستمر للكون، أصبحت الآن على بعد عشرات المليارات من السنين الضوئية من الأرض، لكن وصول تلسكوب جيمس ويب للفضاء السحيق سيجعل هذا الأمر ممكنا.