اكتشف العلماء أن أورانوس يمكن أن يكون اصطدم بجسم يقارب حجمه ضعف حجم الأرض، وهو ما سبب الميل الفريد الذي يتميز به، ويُظهر بحث جديد يدرس سبب ميل الكوكب الغريب، بقيادة جاكوب كيجريس، باحث الدكتوراه في جامعة دورهام، أن الكوكب السابع من الشمس، ربما اصطدم بجسم مصنوع من الصخور أو الجليد منذ نحو أربعة مليارات سنة.
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، يدور أورانوس بالفعل حول الشمس على جانبه، ما يعني أن محور دورانه مائل إلى الجانب بشكل كبير، حيث يقع قطباه الشمالي والجنوبي في مكان تموضع خط الاستواء لمعظم الكواكب.
ويكمل أورانوس دورة واحدة حول الشمس كل 84 سنة أرضية، ويبلغ الميل المحوري للكوكب 97.77 درجة وبالتالي فإن محور الدوران يوازي مستوى النظام الشمسي.
واستخدم العلماء من جامعة دورهام، الذين يكتبون في مجلة Astrophysical Journal، 50 سيناريو تأثير مختلف للتوصل إلى هذا الاكتشاف، والذي يرجح أن أورانوس اصطدم بجسم صخري ضخم ما جعله منحرفا.
كما توصل العلماء أيضا إلى أن الحطام الناتج عن الاصطدام كان يعمل كدرع حراري للكوكب منذ ذلك الحين، حيث يحبس الحرارة من السطح الخارجي للكوكب ويمنحه غلافا خارجيا باردا بشكل غير عادي.
وقال كيجريس: "يدور أورانوس على جانبه، ويشير محوره تقريبا إلى زوايا قائمة على جميع الكواكب الأخرى في النظام الشمسي. ومن شبه المؤكد أن هذا كان بسبب تأثير عملاق، لكننا لا نعرف سوى القليل جدا عن كيفية حدوث ذلك بالفعل، وكيف أثر مثل هذا الحدث العنيف على الكوكب".
وتابع: "تؤكد النتائج التي توصلنا إليها أن النتيجة الأكثر ترجيحا هي أن أورانوس عندما كان صغيرا (من حيث العمر) تعرّض لاصطدام كارثي بجسم ضعف كتلة الأرض، إن لم يكن أكبر، ما أدى إلى اصطدامه بجانبه وبدء الأحداث التي ساعدت في تكوين الكوكب الذي نراه اليوم".
وفي وقت سابق من هذا العام، وجد كيجريس وفريقه، باستخدام جهاز كمبيوتر عملاق، أن تأثيرات مثل هذه يمكن أن يكون لها "مجموعة واسعة من العواقب" على الكواكب الصغيرة وأجوائها.
وبحسب مجلة The Northern Echo، وقع هذا الاكتشاف باستخدام الكمبيوتر العملاق COSMA، وهو جزء من منشأة الحوسبة عالية الأداء DiRAC في دورهام.
ووجدت الدراسة أن التأثيرات الأصغر ستؤدي إلى خسارة أقل بكثير في الغلاف الجوي من الاصطدام المباشر.
ويمنح ميل أورانوس للكوكب مواسم فريدة للغاية، ويواجه أحد قطبي أورانوس الشمس بشكل دائم، في حين يكون القطب الآخر محجوبا عنها، ويبقى شريط ضيق قرب خط الاستواء يشهد تناوب الليل والنهار.
ويشار إلى أنه من المحتمل أن يكون الاصطدام قد لعب دورا في تكوين حلقات الكوكب وأقماره وربما أثر أيضا على مدار الأقمار الموجودة.