اقترح ستيفن هوكينج وطالب الدكتوراه برنارد كار في عام 1974، أن الثقوب السوداء البدائية، الثقوب السوداء الافتراضية التي كانت موجودة بعد بداية الكون مع حدوث ما يعرف بالانفجار العظيم بفترة وجيزة، يمكن أن تكون المادة المظلمة التي تم وضع نظرياتها لأول مرة في عام 1933، وبعد 47 عامًا يمكن إثبات هذه النظرية من خلال دراسة حديثة.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، كشفت دراسة بقسم الفيزياء الفلكية في جامعة ييل وجامعة ميامي ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن نموذج جديد لكيفية تشكل الكون المبكر.
يُظهر النموذج الجديد أن النجوم والمجرات الأولى قد تكونت حول الثقوب السوداء، والتي كانت لديها القدرة على النمو إلى ثقوب سوداء فائقة الكتلة عن طريق التهام الغاز والنجوم في جوارها، أو عن طريق الاندماج مع الثقوب السوداء الأخرى.
ويقترح العديد من الخبراء أن حوالي 85% من كل المادة في الكون هي مادة مظلمة، ولكن لم يتم رؤيتها أو اكتشافها مطلقًا.
جادل هوكينج وكار أنه خلال اللحظات الأولى للانفجار العظيم، الذي حدث قبل 13.8 مليار سنة، ربما تكونت مناطق "متكتلة" ذات كتلة زائدة في الكون وتحولت إلى ثقوب سوداء عندما انهارت.
ومع ذلك، فإن نظريتهم لم تنتشر بين المجتمع العلمي، لكن الدراسة الجديدة تظهر أنه مع بعض التعديلات، قد يكون هوكينج على حق.
وقالت بريامفادا ناتاراجان، أستاذ علم الفلك والفيزياء في جامعة ييل، "إذا وُلدت معظم الثقوب السوداء البدائية بحجم يقارب 1.4 مرة كتلة شمس الأرض، فمن المحتمل أن تكون مسؤولة عن كل المادة المظلمة ''.
وتابعت قائلة: "إن وجود الثقوب السوداء البدائية، يمكن أن تكون البذور التي تتكون منها جميع الثقوب السوداء الهائلة، بما في ذلك تلك الموجودة في مركز مجرة درب التبانة".
يعد كشف لغز الثقوب السوداء البدائية من شأنه أيضًا أن يحل لغزًا كونيًا آخر حير العلماء، الكمية الكبيرة من الإشعاع التي تم اكتشافها من مصادر بعيدة وخافتة منتشرة في جميع أنحاء الكون.