سجل مفاعل الاندماج النووي الصيني الذى يعد بمثابة شمس اصطناعية رقما قياسيا عالميا جديدا بعد تشغيله عند 126 مليون درجة فهرنهايت (70 مليون درجة مئوية) لمدة 1056 ثانية أى أكثر من 17 دقيقة، وهذا الرقم القياسي، الذي تم تسجيله في 30 ديسمبر، يمثل أطول مدة تشغيل لمفاعل طاقة اندماج تجريبي متقدم فائق التوصيل توكاماك.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البرطيانية، تعمل طاقة الاندماج النووي عن طريق اصطدام ذرات الهيدروجين الثقيلة لتكوين الهيليوم، وإطلاق كميات هائلة من الطاقة، ومحاكاة العملية التي تحدث بشكل طبيعي في مراكز النجوم مثل شمسنا.
أعلن هذا الاكتشاف قونج شيانزو، الباحث بمعهد فيزياء البلازما التابع لأكاديمية العلوم الصينية، والمسؤول عن التجربة التي أجريت في عاصمة مقاطعة آنهوي بشرق الصين.
وقال شيانزو: "لقد حققنا درجة حرارة بلازما بلغت 120 مليون درجة مئوية لمدة 101 ثانية في تجربة في النصف الأول من عام 2021".
وأضاف شيانزو "هذه المرة، استمرت عملية البلازما في الحالة المستقرة لمدة 1056 ثانية عند درجة حرارة قريبة من 70 مليون درجة مئوية، مما أرسي أساسًا علميًا وتجريبيًا متينًا لتشغيل مفاعل الاندماج".
وتقول الصين إن مفاعلها مصمم لتكرار عملية الاندماج النووي التي تحدث بشكل طبيعي في الشمس والنجوم لتوفير طاقة نظيفة غير محدودة تقريبًا.
ويقع المفاعل في مقاطعة آنهوي بشرق الصين وتم الانتهاء منه في أواخر عام 2020، وغالبًا ما يُطلق عليه اسم الشمس الاصطناعية بسبب الحرارة الهائلة والطاقة التي ينتجها.
كما تم تعيين محطات توليد الطاقة الاندماجية لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من قطاع توليد الطاقة، والذي يعد أحد المصادر الرئيسية لهذه الانبعاثات على مستوى العالم.
ويمكن للاندماج في النهاية مكافحة تغير المناخ عن طريق استبدال مصادر الطاقة التي تنبعث منها غازات الاحتباس الحراري، مثل الفحم والغاز.
ويخطط العلماء الصينيون لاستخدام مفاعل الاندماج النووي بالتعاون مع علماء في فرنسا يعملون على المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (ITER)، ومن المتوقع أن يبدأ مشروع ITER ومقره بروفانس في توفير الطاقة في عام 2035، وسيصبح أكبر مفاعل في العالم بمجرد اكتماله.