كثير من مستخدمي الإنترنت يعتقدون أن مصدر الإنترنت الذي يستخدمونه يأتيهم عبر الأقمار الاصطناعية، لكنه في حقيقة الأمر أن هناك الكثير كذلك يعرف أن الإنترنت الذي نستخدمه الآن في التصفح يأتي عبر الكابلات سواءً الأرضية أو تحت البحر، حيث يتم نقل الإنترنت بين الدول عبر الأسلاك الممتدة عبر البحار والمحيطات وصولاً للدول ثم تنقل عبر مزودي الإنترنت "شركات الاتصالات" عبر الأسلاك الأرضية.
لماذا يتم استخدام الكابلات البحرية بدلا من الأقمار الصناعية؟
يعتبر نقل البيانات والمعلومات عبر الأسلاك البحرية أسرع بكثير من نقلها عبر الأقمار الاصطناعية، حيث تبلغ سرعة نقل المعلومات نحو 1000 ميجابايت في الثانية الواحدة وبدقة عالية، خاصة بعد استخدام الألياف الضوئية في هذه الأسلاك.
الكابلات البحرية.. ما هي؟
الكابلات البحرية للانترنت هي عبارة عن مجموعة أسلاكٍ رقيقةٍ جدًا ومتشابكة موجودة في قاع البحار، تلبي اتصالات الإنترنت عبر القارات كلها في زمنٍ قياسيٍّ جدًا كسرعة الضوء، وهي غالبا ما تصنع من أسلاك ملفوفة بغلاف نحاسي ناقل للكهرباء، وذلك للحفاظ على انتقال البيانات، ويتم عزلها بطبقات من البلاستيك والفولاذ والقطران لمقاومة بيئات المحيط المفاجئة.
طريقة وضع الكابلات البحرية للانترنت
توضع الكابلات في القاع باستخدام غواصات متخصصة، ويتم تثبيتها بعناية للحفاظ على قوة الإشارة بشكل جيد، حيث تسير في طريق تم التخطيط لها مسبقا لتجنب المخاطر تحت الماء، كمقاومة التيارات الثقيلة والانزلاقات الصخرية والزلازل وغيرها،
معلومات غريبة عن كابلات الإنترنت
- وفقًا للتحليلات التى أجرتها اللجنة الدولية لحماية كابلات الإنترنت فى الفترة من 2007 إلى 2014، فإن جميع الأخطاء التى حدثت بها لم تنتج نهائيًا عن أسماك القرش، إلا إنها كانت ناتجة فى الواقع عن أنشطة رسو السفن والصيد من قبل البشر، والتى تؤثر بحوالى 3/4 هذه الأخطاء.
- لا تعد الكابلات البحرية جديدة تمامًا، حيث تم تثبيت أول كابل للتلغراف عبر المحيط الأطلسى فى 1854 الذى يربط بين كندا وأيرلندا، وتم إرسال أول رسالة عبره بعد 4 سنوات.
- وفقًا لتقرير صدر فى 2010 عن البنية التحتية العالمية لاتصالات الكابلات البحرية، فما يقرب من 100% من حركة الاتصالات الإلكترونية العابرة للقارات فى العالم تجرى عبر الكابلات البحرية، وبدون هذه الكابلات فلن يكون هناك إنترنت بالفعل.
-يعد عمر التصميم النموذجى للكابل البحرى هو 25 عامًا، وعلى الرغم من أن الكثير منهم سيستمر لفترة أطول وذلك وفقًا للحد الأدنى للأضرار التى يمكن أن يتعرض لها.
- تمتلك شبكات الكابلات البحرية أطوال مختلفة، فنجد أن شبكة الكابل SEA-ME-WE-3 تبلغ حوالى 39 ألف كم فى طولها وتربط حوالى 33 دولة عبر 4 قارات مختلفة، وهو ما يمثل حوالى 1/10 من المسافة بين الأرض والقمر.
- حتى الآن فإن القارة القطبية الجنوبية هى القارة الوحيدة التى تمتلك إنترنت لاسلكى بعيدًا عن الكابلات البحرية، وذلك نتيجة تفرق سكانها وحركة الجرف الجليدى التى تصل إلى 10 أمتار/سنة وهى بيئة صعبة للغاية.
-وإضافة إلى الأخطاء البشرية، فهناك الزلازل التى تحدث تحت سطح الأرض، والانهيارات الأرضية، والتيارات المحيطية القوية، والتى يمكنها أن تدمر هذه الكبلات فى النهاية.
- تنتشر الكابلات البحرية فى كل مكان، فوفقًا لقاعدة بيانات الكابلات البحرية عن بعد هناك حوالى 358 كابل بحرى فى مختلف مياه العالم، وهو أقل بكثير من 2200 قمر صناعى تدور حول الأرض.