تسعى المؤسسات والحكومات من حول العالم لترسيخ مبدأ الاقتصاد الدائري وتقليص البصمة الكربونية. ومن هنا برزت إعادة التدوير المتطور كتقنية مهمة، وصار التعبير مظلةً لسلسلة من العمليات الكيميائية التي يمكن أن تستخدم لتحويل البلاستيك المهمل إلى مواد جاهزة للاستخدام حسبما نقل موقع البيان الإماراتية.
لذلك قامت شركة بريطانية ناشئة متطورة لإعادة التدوير ببناء شبكة لامركزية للمفاعلات النموذجية، مدعومة بمنصة رقمية لتحديد منشأ المواد المدورة بعد الاستهلاك. وتواجه صناعة التدوير الناشئة تحديين أساسيين يتمثل أولهما بإيجاد التقنيات والعمليات الأكثر فعالية. إلا أنه أبعد من ذلك، تبرز مخاطر كثيرة تتمثل بالاحتيال، نظراً إلى أن المنتج النهائي لإعادة التدوير المتطور تشبه كثيراً البلاستيك البكر.
لهذا فإن الحلول التي تتعقب منشأ المواد تتسم بأهمية كبرى. وترمي الشركة الناشئة للتعامل مع كلتا المشكلتين من خلال شبكة لامركزية لمفاعل إعادة التدوير الكيميائي متصلة بمنصات تحديد رقمية قائمة على أساس تقنية الـ"بلوك تشين".
وتضع الشركة تحدي التدوير المتطور في إطار دارة "داخلية" و"خارجية". وتعزى الدارة الخارجية إلى التدفق المادي للمواد بمعنى كيفية جمع النفايات ونقلها ومعالجتها وإعادتها للمصنعين لإعادة الاستخدام مستقبلًا. وتستعين شركة "جرين باك" بالتكنولوجيا والمحفزات المالية لتشجيع جمع المواد الخام مرنة التغليف صعبة التدوير. ويتم تغذية تلك المواد لمصانع إعادة التدوير الكيميائي الواقعة على مقربة من مسارات النفايات المحلية كالمطامر. ويستعين المفاعل بأجهزة الميكروويف لتسريع عملية تحمية البلاستيك وتحويله إلى نفط الانحلال الحراري المشابه كيميائياً للوقود الأحفوري المستخدم في صناعة البلاستيك. وطورت الشركة هذه التقنية للسماح للمفاعل ليكون أصغر حجماً وسرعةً وأفضل أداءً.
وتعتبر الدارة الداخلية التوأم الرقمي لتلك الخارجية وتعزى لتحديد العمليات وتصديقها، وينبغي أن ترافق عمليات التدوير المتطورة لضمان الشفافية والمحاسبة. وتستعين المنصة الرقمية بالذكاء الاصطناعي والـ"بلوك تشين" وإنترنت الأشياء لإظهار منشأ المواد المعاد تدويرها. ويتم جمع الأدلة من خلال أجهزة إنترنت الأشياء المتصلة بالمنصة عند نقطة تجميع النفايات. أما تقنية الـ"بلوك تشين" فتجعل من النظام أكثر أماناً.