كل دقيقة يتم تحميل أكثر من 500 ساعة من محتوى الفيديو على "يوتيوب"، وفقاً لأبحاث الشركة الألمانية لبيانات السوق "ستاتيستا". وفي حين يحتاج معظم المحتوى الرقمي إلى موسيقى جيدة، يمثل العثور على الموسيقى المناسبة لمقاطع الفيديو تحدياً. وتفيد شركة ناشئة أنها تساعد على إنشاء مقاطع صوتية باستخدام الذكاء الاصطناعي واعدة بحل مشكلة اقتناء الموسيقى وترخيصها حسبما نقلت البيان الإماراتية.
وحسب دراسة لشركة التنبؤات والتحليلات "أكسفورد ايكونوميكس"، يوجد في الهند وحدها 80 مليون فنان محتوى، وقد ساهم منشئو الوسائط الاجتماعية والمحتوى الرقمي في الاقتصاد الهندي بقوة، مع تدفق 68000 كرور روبية منذ عام 2020، (الكرور وحدة في نظام الترقيم بجنوب آسيا تساوي عشرة ملايين، يستخدم على نطاق واسع في الهند وبنجلاديش وباكستان ونيبال، ما يعني أن الرقم هو 680 مليار روبية).
وفي عام 2021، أطلق صديقان يتمتعان بخلفية موسيقية وتكنولوجية، شركة "بيتوفن. إيه أي"، التي تتخذ من بنغالور مقراً لها، وتلك الشركة العاملة في تكنولوجيا الموسيقى تسعى إلى مساعدة مستخدمي "يوتيوب" و"وكالات الإعلان" و"دور إنتاج أفلام الزفاف" على إنشاء مقاطع صوتية أصلية، باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتدعي الشركة الناشئة، التي أسسها كل من منصور رحيمات خان وسيدهارث بهاردواج، اللذين التقيا في برنامج "انتربونور فيرست" الشهير في الهند، أنها تعمل على سد الفجوة بين مؤلفي الموسيقى / منشئي المحتوى من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى موسيقى عالية الجودة بدون حقوق ملكية وبأسعار معقولة وقائمة على الحالة المزاجية من تأليف حلول الذكاء الاصطناعي التي طورتها الشركة.
وعن التحدي الذي واجهته الشركة، قال منصور رحيمات خان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة لموقع منصة "يور ستوري" الهندية: "التحدي الذي لاحظناه قبل وضع تصور لشركة "بيتوفن. إيه اي" هو انه بغض النظر عن مدى ازدهار القطاع، فإن أكبر صعوبة تواجهها العلامات التجارية والمبدعون المستقلون كانت متاعب متواصلة في الحصول على الموسيقى وترخيصها"، مشيراً إلى أنه على مر السنين، أدى هذا الكفاح إلى إهدار هائل للوقت والموارد داخل قوى العمل الإبداعية.
وأفاد بأن منصة الشركة يمكن استخدامها حتى من قبل الأفراد الذين لديهم معرفة قليلة أو معدومة بالموسيقى، إذ كل ما يحتاجه منشئ المحتوى لإنشاء مقطوعة جديدة هو اختيار مشروع جديد واختيار النوع المفضل واختيار الحالة المزاجية.
وتعتمد التكنولوجيا المستخدمة مزيجاً من الذكاء الاصطناعي ونظرية الموسيقى، وباستخدام هذا المزيج تؤلف الشركة تسجيلاً صوتياً أصلياً بناء على تفضيلات المستخدم.
وأضاف: "إنها تحل أيضاً مشكلة اقتناء الموسيقى وترخيصها من خلال إجراء صفقات شراء من فنانين ومنتجين مشهورين، ثم استخدام بياناتهم لتغذية خوارزميات لإنتاج موسيقى أصلية".
وتدعي الشركة أنها أول منصة تكنولوجيا موسيقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي في الهند. وهي لا تزال في مرحلة ما قبل تحصيل الإيرادات وفقاً للشريك المؤسس، حيث يوجد لديها 200 مستخدم نشط، مع حوالي 80% من تفاعل المستخدمين يأتي من الهند وحوالي 20% من الولايات المتحدة.
ويشير منصور إلى أن "فريق الشركة يعمل في مجال أبحاث تكنولوجيا الموسيقى والهندسة والتصميم وإنتاج الموسيقى وفرق بناء المجتمع" كما تعمل الشركة مع أكثر من 60 موسيقياً للحصول منهم على جميع عينات الموسيقى الخاصة بها.
وعن تمايز المنتج، أفاد منصور أن شركات الموسيقى العالمية، لديها خوارزميات الصندوق الأسود التي لا تسمح بأي تخصيص دقيق للمستخدم، وكذلك تستخدم "معايير الواجهة الرقمية للآلات الموسيقية" للتأليف الموسيقي بمخرجات ذات جودة رديئة، موضحاً: "نحن نحاول إنشاء أداة تساعد المستخدم على تأليف المقاطع الموسيقية في أذهانهم من خلال منحهم أكبر قدر ممكن من التحكم، دون الغوص في الجوانب الفنية لتأليف الموسيقى وإنتاجها. ومن وجهة نظر تكنولوجية، نعمل مع البيانات الصوتية مما يجعل النتيجة النهائية أفضل بكثير بالمقارنة".
وعن تفرد المنصة برأيه، فهو في تركيزها على الموسيقى الإقليمية، حيث تخطط الشركة الناشئة لدمج نظرية الموسيقى عبر مختلف الأنواع والمناطق الجغرافية في خوارزميات التأليف.
وتدعي الشركة الناشئة أيضاً أنها ستبقي هوية الفنانين في طليعة ومحور عروض منتجاتها، ويعتقد مؤسسها أن جودة الفنانين الذين يعملون معهم ستدفع بالجودة وتفاعل المستهلك ونمو منتجها.
وستكون المنصة قائمة على الاشتراكات التي ستتراوح من 20 إلى 100 دولار لمنشئي المحتوى الفرديين ووكالات الإعلان الصغيرة ودور إنتاج حفلات الزفاف، مشيراً إلى أن إجمالي السوق لصناعة أدوات إبداع الموسيقى يصل إلى 10 مليارات دولار على مستوى العالم.