هز زلزال قوته 5 درجات سطح المريخ، وهو أقوى زلزال يقع اكتشافه على الإطلاق ليس فقط على المريخ ولكن على أي كوكب آخر غير الأرض، وتجاوز الزلزال، الذي اكتشفه المسبار "إنسايت" (InSight) التابع لوكالة ناسا، الرقم القياسي السابق، وهو زلزال بقوة 4.2 درجة وقع في أغسطس 2021.
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، قال توماس زوربوشن، المدير المساعد للعلوم في ناسا، على "تويتر": "تلقى فريق إنسايت وشركاؤه للتو بيانات أولية من المريخ حول ما يُعتقد أنه أكبر نشاط زلزالي تم تسجيله على كوكب آخر (غير الأرض)". والتقدير الأولي يقول إن الحدث بحجم 5 درجات، ويجب التحلي بالصبر بينما تحلل الفرق البيانات.
ومن منظور الأرض، فإن زلزالا بقوة 5 درجات سيصنف على أنه متوسط ولا يتسبب إلا في أضرار طفيفة. وتحدث مثل هذه الزلازل على كوكبنا نصف مليون مرة في السنة ونادرا ما تسبب أضرارا جسيمة. (كأقصى تقدير قد تسبب سقوط الأشياء من الرفوف وتشقق النوافذ، وفقا لصحيفة Los Angeles Times).
ومع ذلك، فإن المريخ أكثر هدوءا من الناحية التكتونية، وقوة 5 درجات هي زلزال قوي كما كان يأمل العلماء عندما أرسلوا "إنسايت" إلى الكوكب الأحمر في عام 2018.
وقال بروس بانيردت، المحقق الرئيسي في "إنسايت" في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في كاليفورنيا، والذي يقود المهمة، في بيان: "منذ أن وضعنا مقياس الزلازل في ديسمبر 2018، كنا ننتظر الأكبر. من المؤكد أن هذا الزلزال سيوفر نظرة على الكوكب لا مثيل لها".
وما يزال الفريق يعرف القليل جدا عن الزلزال الذي حطم الرقم القياسي السابق، وهو زلزال قوته 4.2 درجة والذي سجلته إنسايت في 25 أغسطس 2021. وسيتعين على العلماء تحليل البيانات لتحديد موقعه ومصدره.
ويشار إلى أن مسبار "إنسايت" الفضائي هبط في "إيليزيوم بلانيتيا"، وهو سهل عريض يمتد على خط الاستواء للكوكب، في 26 نوفمبر 2018، وهو مزود بمقياس زلازل شديد الحساسية صنعته وكالة الفضاء الفرنسية CNES.
وتسمح الأداة للجيولوجيين بإلقاء نظرة خاطفة على باطن الكوكب من خلال اكتشاف وتحليل الموجات الزلزالية التي تمر عبر الطبقات الجيولوجية للمريخ.
ومن خلال مقارنة ما يرونه على الكوكب الأحمر بما يعرفونه عن سلوك الموجات الزلزالية على الأرض، يمكن للجيولوجيين تحديد عمق وتكوين هذه الطبقات: القشرة، والغطاء، واللب.
وخلال ما يقارب 1300 يوما على سطح المريخ، اكتشف "إنسايت" أكثر من 1313 هزة أرضية. وانتهت مهمة المسبار الأولية رسميا في عام 2020، لكن ناسا واصلت المهمة منذ ذلك الحين.
ويواجه المسبار مشكلة في حصاد ما يكفي من الطاقة الشمسية لمواصلة عملياته. بسبب أنماط الطقس الموسمية، وزادت كمية الغبار في الهواء بشكل كبير منذ وصول "إنسايت"، ما أدى إلى حجب الشمس.
وعادت عاصفة ترابية محلية في يناير إلى وضع المركبة الفضائية في الوضع الآمن وأثارت مخاوف بشأن المدة التي يمكن أن تستمر المهمة فيها. وبعد أيام قليلة من اكتشافها الجديد، في 7 مايو، تعرضت المركبة الفضائية مرة أخرى إلى مستويات منخفضة بشكل خطير من الطاقة.