توقع علماء الفلك على مدى عقود بأن الكبريت الموجود في سحب الكوكب قد يكون قادرًا على دعم الحياة والعمل كمصدر محتمل للغذاء، ومع ذلك، قال الباحثون إن الحياة "الجوية" لا يمكنها تفسير تكوين الغلاف الجوي لكوكب الزهرة وسبب "امتصاص" الكبريت من الهواء.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، نفت دراسة حديثة الاعتقاد الراسخ بأن الحياة قد توجد في سحب كوكب الزهرة، والتي تكشف أن السلوك غير المعتاد للكبريت في الغلاف الجوي لا يمكن تفسيره من خلال الشكل الجوى للأجسام خارج الأرض، فمن المتوقع أن يترك أي شكل من أشكال الحياة بوفرة كافية بصمات كيميائية على الغلاف الجوي للكوكب لأنه يستهلك الطعام ويطرد النفايات، وهو ما لم يتم اكتشافه.
لكن علماء جامعة كامبريدج لم يجدوا أي دليل على ذلك، بعد استخدام مزيج من الكيمياء الحيوية وكيمياء الغلاف الجوي لاختبار فرضية "الحياة في الغيوم".
كما أنه على كوكب الزهرة، ألمع جسم طبيعي في سماء الأرض ليلاً بعد القمر، هناك مستويات عالية من ثاني أكسيد الكبريت (SO2)، لكنها بطريقة ما "تُمتص" من الغلاف الجوي على ارتفاعات أعلى، وعلى الأرض، يأتي معظم ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي من الانبعاثات البركانية.
وقال الدكتور أوليفر شورتتل من قسم علوم الأرض في كامبريدج ومعهد علم الفلك والمؤلف المشارك للدراسة: "إذا كانت الحياة موجودة، فلا بد أنها تؤثر على كيمياء الغلاف الجوي".
واستخدم العلماء نموذج لمعرفة ما إذا كان يمكن تفسير الانخفاض في مستويات ثاني أكسيد الكبريت من خلال تفاعلات التمثيل الغذائي هذه، ووجدوا أن التفاعلات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في مستويات ثاني أكسيد الكبريت، ولكن فقط عن طريق إنتاج جزيئات أخرى بكميات كبيرة جدًا لا يمكن رؤيتها.
وضعت النتائج حدًا صارمًا لمقدار الحياة التي يمكن أن توجد على كوكب الزهرة دون تفكيك فهمنا لكيفية عمل التفاعلات الكيميائية في أجواء الكواكب.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على وجود حياة آكلة للكبريت مختبئة في غيوم كوكب الزهرة، إلا أن الباحثين قالوا إن طريقتهم في تحليل تواقيع الغلاف الجوي ستكون ذات قيمة عندما يبدأ تلسكوب جيمس ويب الفضائي جيمس ويب (JWST) التابع لوكالة ناسا البالغة قيمته 10 مليارات دولار في إعادة صور الكواكب الأخرى.