سيكشف تلسكوب جيمس ويب التابع لناسا قريبا أعمق صورة لكوننا التقطت على الإطلاق، في إعلان جاء قبل إصدار الشهر المقبل للصور الأولى من التلسكوب الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار، وقال مدير ناسا بيل نيلسون في حدث إعلامي مباشر: "هذا أبعد مما حققته البشرية من قبل، وقد بدأنا للتو في فهم ما يمكن أن يفعله ويب وما سيفعله".
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، سيعيد التلسكوب، الذي استغرق بناؤه 20 عاما، النظر إلى الفترة الزمنية التي أعقبت الانفجار العظيم مباشرة من أجل كشف بعض الألغاز حول كيفية وصولنا إلى هنا.
وأضاف نيلسون: "نحن في منتصف عملية الحصول على بيانات صناعة التاريخ"، وتستند هذه الصور الأولية إلى 120 ساعة فقط من المراقبة على مدار خمسة أيام.
وقد يبدو من الغريب التفكير في التلسكوب كآلة زمنية، ولكن هذا هو الأساس الذي يمكن أن يعمل به. وفي الفضاء، تُقاس المسافة بالوقت الذي يستغرقه الضوء في السفر.
ووفقا لوكالة ناسا، فإن أقرب نجم لدينا يبعد أكثر من أربع سنوات ضوئية، لذلك عندما ننظر إلى أقرب نجم، لا نراه كما هو اليوم، ولكن كما كان قبل أربع سنوات.
وتأتي مجموعة المجرات العذراء "أكبر مجموعة مجرات قريبة"، على بعد حوالي 60 مليون سنة ضوئية من مجرة درب التبانة.
وهذا يعني أن الضوء الذي نراه اليوم من المجرات في عنقود العذراء بدأ في طريقه نحونا في نفس الوقت الذي كان فيه عصر الديناصورات ينتهي على الأرض.
وعلى الرغم من أن علماء ناسا لم يذكروا بالضبط ما سنراه عند نشر الصور للجمهور، فقد ألقوا بعض التلميحات.
وأوضح جوناثان جاردنر، نائب كبير علماء مشروع ويب في ناسا جودارد، أن "أحد الأهداف هو العثور على المجرات الأولى التي تشكلت في الكون بعد الانفجار العظيم مباشرة".
وقالت ناسا أيضا إن الصور ستشمل أول طيف على الإطلاق لكوكب خارج المجموعة الشمسية.
وتقيس هذه الأطياف كمية الضوء المنبعثة عند أطوال موجية معينة ويمكن أن توفر نظرة ثاقبة لما يتكون منه الكوكب وتكوينه في تاريخ الكون.
وأكد علماء وكالة الفضاء أن جيمس ويب سينتج المزيد من البيانات والصور في الأشهر والسنوات القادمة.
وفي الأشهر الستة التي انقضت منذ إطلاق التلسكوب في 25 ديسمبر 2021، كان الباحثون والعلماء يتأكدون من نشر مرايا التلسكوب الضخمة بشكل صحيح وأن جميع الأدوات العلمية متوافقة وتعمل. إنه أكبر من هابل لذا يمكنه رؤية ضوء خافت. واندمجت تلك المجرات الصغيرة الباهتة مع بعضها مرارا وتكرارا مع مرور الوقت لتصبح أكبر المجرات التي نعرفها الآن، بما في ذلك مجرتنا درب التبانة.