تخطط وكالة الفضاء الأوروبية لإرسال مسبار فضائي للانضمام إلى مركبة جونو المدارية التابعة لناسا، لدراسة المشتري ومحاولة فهم بعض ألغازه وفقا لما نقله RT.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية في نظرة عامة على البعثة: "سيجري Juice ملاحظات مفصلة لكوكب الغاز العملاق وأقماره الثلاثة الكبيرة : جانيميد وكاليستو وأوروبا، مع مجموعة من أدوات الاستشعار عن بعد والجيوفيزيائية والموقعية".
وفي يوم الإثنين الماضي، كشفت الوكالة أيضا عن خمسة ألغاز محددة تريد معالجتها بمجرد وصول Juice إلى وجهتها نحو هذا الكوكب العملاق، كما هو مأمول في عام 2031.
وأول الألغاز الرئيسي التي تركز عليها وكالة الفضاء الأوروبية ،هو السؤال الواضح الذي يمكن تخمينه من اسم المركبة Juice الكامل: ما الذي يحدث مع جانيميد وكاليستو وأوروبا؟.
وباختصار، هذه الأقمار الثلاثة، من أصل 79 قمرا يملكه المشتري، هي في طليعة مساعي الوكالة لأنه يشتبه في جميعا، في وجود نوع من الماء على أسطحها أو تحتها.
ويتوقع علماء الأحياء الفلكية أن قمر أوروبا، على وجه الخصوص، يحتوي على كمية هائلة من الصيغة الكيميائية H2O (الماء)، وهو ما قد يعني إمكانية وجود حياة غريبة، ما يقودنا إلى استفسارات أخرى من Juice.
ويكمن السؤال الثاني الذي من خلاله يمكن حل أحد ألغاز العملاق الغازي: هل كانت هناك حياة على أي من أقمار المشتري، أو على كوكب المشتري في حد ذاته؟.
ومن المستبعد في الحقيقة، إمكانية وجود حياة على كوكب المشتري، لأنه لا يملك أرضا ولا ماء، وإنما لا يوجد سوى الغاز وبخار الماء في الغلاف الجوي.
وفي الأساس، إذا حاولت الوقوف على كوكب المشتري، فسوف تسقط حتى يتم سحقك بفعل جاذبية الكوكب الهائلة المركزة باتجاه المركز. وهذا إذا تمكنت من الوصول إلى هذا الحد بالأساس.
ولكن بالعودة إلى قمر أوروبا، العالم الجليدي إلى حد كبير بأرضية صلبة، فإن العلماء حاليا يضعون هذه المنطقة في أعلى قوائمهم للأماكن التي قد نجد فيها دليلا على وجود حياة خارج كوكب الأرض.
وفي الواقع، تقوم ناسا ببناء مركبة فضائية مخصصة لمسح أوروبا بحثا عن مثل هذه البقايا.
وبعد ذلك، بالانتقال إلى جانيميد، هناك عجائب أخرى ستحاول وكالة الفضاء الأوروبية استكشافها، وهي: لماذا يعتبر جانيميد القمر الوحيد في نظامنا الشمسي الذي له مجال مغناطيسي خاص به؟ وهذا يعد غريبا جدا للعلم.
والمجال المغناطيسي لجانيميد قوي جدا، في الواقع، حتى أنه يؤدي إلى ظهور الشفق القطبي في غلافه الجوي، على غرار الطريقة التي ينتج بها المجال المغناطيسي للأرض الأضواء الشمالية عندما تعلق الإلكترونات بداخلها.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية: "ستشمل جولة Juice في كوكب المشتري رحلات طيران متعددة لهذه الأقمار الحاملة للمحيطات، قبل أن تبلغ ذروتها في المدار حول جانيميد، وهي المرة الأولى التي تدور فيها مركبة فضائية حول قمر في النظام الشمسي الخارجي".
وعلاوة على ذلك، تريد وكالة الفضاء الأوروبية أيضا معرفة ما إذا كانت البيئة الفضائية المعقدة لكوكب المشتري قد شكلت مسار أو ظروف أقماره، وكيف حدث ذلك.
ومع وجود 79 قمرا فرديا يدور حوله، فإن عالم المشتري هذا يمتلك "نظاما شمسيا" خاصا به، على افتراض أن المشتري هو الذي يمثل الشمس.
وأخيرا، فإن اللغز الخامس والأخير الذي تأمل وكالة الفضاء الأوروبية في فهمه، هو كيفية ظهور كرة الغاز الهائلة هذه في المقام الأول، بمعنى كيف تشكل الكوكب الغازي العملاق النموذجي، وكيف يعمل.
وإذا سارت الأمور على ما يرام، بحلول عام 2030، قد يكون لدينا بعض الإجابات التي يمكن أن تشرح الأسرار الغامضة للمشتري وأقماره.