تمكن إيلون ماسك من تحقيق ثروة لم يتمكن أي شخص في التاريخ من تحقيقها، وذلك لأسباب كثيرة كان على رأسها موهبته وذكاءه الذى استطاع أن يستثمره ويتأقلم مع كل الظروف لإثبات أنه قادر على فعل أي شيء، فلم يكن الطريق وردي أبدا بل كان صعبا منذ البداية، فإذا عدنا لطفولة هذا الملياردير عملاق التكنولوجيا، لم نجد وقائع أكثر قسوة وإيلاما من التي سردها كتاب يحكى عن السيرة الذاتية له تحت عنوان "إيلون ماسك شركتا تسلا وسبيس إكس والتطلع لمستقبل رائع" للكاتب أشلي فاينس، والذى روت فيه والدته الكثير مما قاساه عملاق التكنولوجيا.
نشأ عملاق التكنولوجيا في 28 يونيو 1971 في بريتوريا بجنوب إفريقيا، وعاش طفولة صعبة عند انفصال والديه، فمن يصدق أن هذا الرجل كان طفل تعرض لشكل عنيف من أشكال التنمر في المدرسة، فطوال طفولة " ماسك "، كان الأطفال يضايقونه بسبب اسمه الذى اكتسبه عن جده الأكبر، وكان اسم غير معتاد.
ولم يتوقف الأمر عند اسمه بل أن ماسك حسب ما روته والدته "ماي"، وهى أخصائية تغذية وعارضة أزياء محترفة، كان يدعم هذا السلوب السىء تجاهه بشكل غير مباشر لأنه كان مختلف عن باقى الأطفال ويشرد معظم الوقت حتى إنه لا يرد على أحد وكأنه في عالمه الخاص.
وسردت والدته "ماى" موقف له مع أحد الأطفال، عندما أعرب الطفل أنه يخاف الظلام، فأوضح له إيلون أن " الظلام ھو مجرد غیاب الضوء "، وھو ما لم یطمئن الطفل الخائف، وجعله غاضب أكثر من أسلوب إيلون، حتى إن الأطفال كرهوا التعامل معه وكانوا يقولون، "لن نلعب معك بعد الآن يا إيلون".
كما أن الأمر لا يقتصر على ذلك، بل أن زملائه في المدرسة كانوا يتربصون به ويضربونه دون سبب، حتى إن إيلون في أحد لقاءته قال " لسبب ما لا اعرفه قرروا أننى الضحية"، وتعرض للتنمر والضرب من زملاء الدراسة لدرجة أنه كاد أن يفقد حياته في إحدى المرات فقد دخل المستشفى ذات مرة بعد أن ألقى المتنمرون ماسك على السلالم وضربوه حتى أغمي عليه وأجرى حراحة تجميلية في الأنف من آثر الضرب.
وقال ماسك عن ذلك، أن الأمر الأكثر إيلاما له كان عندما أجبروا صديقه الحميم على البعد عنه والانقلاب عليه، حتى إنه في مرة أخرجه من مخبأه بالخداع حتى يضربه المتربصون به.
ومن جانب آخر، لم يكن المنزل به جو مناسب لماسك أيضا حيث انفصلا والديه وهو صغير، وعاش مع والده ووصف هذا الأمر بأنه لم يكن فكرة جيدة على الإطلاق، وبالتالي لم يحظ إيلون بأى شكل من أشكال الطفولة المرفهة، فقد كان البيت وخارجه جحيم متواصل لإيلون، إلا أنه مع ذلك تمكن من الاستمرار وجعل من هذه الفترة مرحلة من حياته لم تؤثر على ذكاءه أو حبه للعلوم وسعيه وراء طموحه، لذلك تمكن في النهاية من تحويله ألمه إلى نجاحات.